. إِنَّ فِي
ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى*- 20/ 128. وَ أَنَّ إِلى
رَبِّكَ الْمُنْتَهى- 53/ 42 فانّ النُّهَى جمع النُّهْيَةِ على وزن
اللقمة، و بمعنى ما ينهى به أى ما يطلب به الترك و الكفّ عمّا يلزم تركه عقلا و
شرعا، كالعقل، و العلم، و العزم، و البصيرة، و غيرها. كما ورد في الكتاب الكريم- أُولُوا
الْأَلْبابِ*، ... أُولُوا الْعِلْمِ، ... أُولُوا
الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ، ... أُولِي الْأَبْصارِ.
فانّ هذه
الأمور إذا كانت راسخة في النفوس و تتكوّن النفوس بها في أوّل تكوينها أو ثانيا:
أوجبت الكفّ عمّا ينكر.
و أمّا
الانتهاء: فهو افتعال من النهى و يدلّ على المطاوعة و الأخذ و اختيار النهى. و
المطاوعة في النهى و قبوله معناها التوقّف و حفظ النفس و الوقاية و جعل الحركة و
العمل محدودا و آخرا لا يتجاوز عنه.
و هذا الانتهاء
إمّا اختيارىّ: كما في:
. إِلى
رَبِّكَ الْمُنْتَهى.
بالنظر الى
العبد. و إمّا طبيعىّ: كما في حدود الدار و أواخرها في الخارج. ففي الآية إذا كان
النظر الى نفس المنتهى من حيث هو، بمعنى اسم المكان، كما في قوله تعالى:
. وَ لَقَدْ
رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى- 53/ 14 فيكون
الانتهاء في نفس المحلّ طبيعيّا. و إذا كان النظر الى الانتهاء، بمعنى المصدر:
فيكون الانتهاء في العمل و السير من العبد.
و من هذا
المعنى: مفهوم النهاية بمعنى الأقصى و الآخر للشيء طبيعيّا، فانّ حدود الشيء
تختار بالطبع و باقتضاء الذات بكونها متروكة فيها
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 265