نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 29
ماء يقال لها يَنْبُعُ تسقى نخيلا لآل علىّ بن أبى طالب رضى اللّه عنه.
و التحقيق
أنّ الأصل
الواحد في المادّة: هو خروج مايع أو ماء من مخرج، و هو التفجّر. و هذا المخرج يقال
له العين.
و سبق في
الفور: الفرق بين المادّة و الغليان و الهيجان و الفور.
و بين المادّة
و موادّ النبث و النبت و النبش و النبط و النبغ و النجم: اشتقاق أكبر، و يجمعها
مفهوم الخروج.
. وَ قالُوا
لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً- 17/ 90
اليَنبع يسمّى به النهر الخارج من العين، كما في ينبع ناحية الحجاز، و قد يتلفّظ
بالتفخيم فيزاد واو و يقال الينبوع مرادا به النهر الخارج من عين فيه جريان كثير،
فالينبوع هو ذلك المجرى من الماء، لا موضع النبع.
و لمّا كان أرض
الحجاز يغلب عليها اليبس و الحرارة، و يشكل فيها جريان الماء على وجه الأرض: طلبوا
من النبىّ ص إظهار معجزة لهم، بإخراج ينبوع من أرضهم حتّى يروا جريانها على وجه
الأرض.
و لا يخفى أنّ
هذا الطلب ليس فيه دلالة على هدى و معرفة و نور و حقيقة، فانّه أمر مادّىّ يتوقّف
على مقدّمات مادّيّة و يتحصّل من قوى و تدابير عرفيّة، و لا يدلّ على مقام نبوّة و
رفعة روحانيّة و ارتباط معنويّة.
و قال تعالى في
جوابهم:
. وَ ما
مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى- 17/ 94. أَ لَمْ
تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي
الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ- 39/ 21 فيها
دلالة على أنّ الينبوع بمعنى مجرى الماء الخارج من عين، و ليس بمعنى موضع الخروج،
و انّما هو المنبع.
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 29