نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 302
تَمُتْ، فِي مَنامِها. و قلنا إنّ في النوم فتورا و
توقّفا في الأعصاب. و في الموت يتوقّف جريان الجهاز العصبي و الجهاز الدموي معا،
أى القلب و المخّ.
ففي حال النوم
أيضا يكون النفس تحت قبضة الربّ و قدرته و اختياره إجمالا، فإذا قبض و توفّى
الشخص: يأخذه و يحبسه، فيكون محفوظا عند الربّ و تحت ضبطه و نظره على الإطلاق. و
إذا لم يمت: يكون الشخص في الطلاق و استرسال الى أن يدركه الموت.
فالإنسان
انطلاقه في حياته الى مدّة معيّنة، ثمّ يصير متوفّى زمانه و منقضيا أجله، و واقعا
تحت سيطرة الربّ و حكومته.
. إِذْ
يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلًا وَ لَوْ
أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ- 8/ 43. يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي
أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ- 37/ 102
ينبغي أن نشير الى كليّات مراتب الرؤيا النوميّة على الإجمال:
1- أضغاث
الأحلام: هذه للّذين لهم تعلّقات كثيرة مختلفة بالأمور الدنيويّة المادّيّة و لهم
أفكار متشتّتة في جريان حياتهم، و ليس في مجرى عيشهم برنامج متعيّن و لا نظم صحيح.
فتنعكس هذه الأفكار و التخيّلات المضطربة المتشتّتة المختلفة في صفحات قلبه حالة
النوم.
2- للّذين تكون
لهم هذه التعلّقات و الأفكار المادّيّة في برنامج مضبوط و نظم صحيح و انضباط
محدود: فتنعكس هذه البرامج النظريّة و العمليّة في أنفسهم، و قد تكون مفيدة لهم و
قابلة للتعبير و التفسير.
3- للّذين تكون
لهم هذه التعلقات و الأفكار تحت تدبير العقل و بتصويب البرنامج الروحىّ الإلهىّ في
حدّ استطاعته: فالرؤيا في النوم في هذه الصورة أحسن دلالة و أضبط نظما و تفسيرا.
4- للّذين تكون
معيشتهم الدنيويّة و أمورهم المادّيّة مقدّمة للروحانيّة و فانية في التوجّهات و
الجذبات المعنويّة: فانّهم يستفيدون من رؤياهم و يهتدون
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 302