نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 304
. وَ ذَا
النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ
نَقْدِرَ عَلَيْهِ- 21/ 87 و المراد يونس النبىّ عليه
السّلام باعتبار وروده بطن الحوت. و سيجيء جريان أمره و مقام نبوّته في كلمة يونس
فراجع.
و أمّا حرف ن:
في قوله تعالى:
. ن وَ
الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ- 68/ 1 فقد سبق البحث عنه في كلمة سطر، و هكذا
في القلم، و في ن.
و يناسب حرف ن:
كونه إشارة الى النبىّ بلحاظ نبوّته، و يدلّ عليه ذكر النعمة بعده:
. ما أَنْتَ
بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ.
و هكذا في آخر
السورة حيث يقول:
. وَ لا
تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَ هُوَ مَكْظُومٌ لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ
نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ.
و لا يخفى أنّ
النبوّة و كذا وجود النبىّ من أعظم مصاديق النعمة.
و أمّا ذكر
صاحب الحوت و التعبير به في- و لا تكن كصاحب الحوت:
فهو بمناسبة
مادّة الحوت، فانّها بمعنى الميل و الاضطراب. و يونس النبىّ لم يستقم في هداية
قومه و اضطرب في أمره و العمل بوظيفة النبوّة. و هذا يناسب النهى عن الاضطراب في
مورد قولهم إنّه لمجنون في صدر السورة، و في آخرها:
. وَ
يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ.
و لا يخفى أنّ
حقيقة النبوّة عبارة عن العبوديّة التامّة و الفناء الكامل و إجراء أمر المولى من
دون أنانيّة و توجّه الى نفسه و تمايله. و هذا المعنى يصحّ أن يعبّر عنه بعنوان
القلم، فانّ القلم في الخارج هو وسيلة إجراء المنويّات و آلة إظهارها للمخاطبين.
فالقلم يكون
إشارة الى المرحلة الثانية من النبوّة، و هي مرحلة الفعليّة و التحقّق الخارجىّ
منها.
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 304