نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 49
و أمّا المؤمنون: فانّهم إذا احتاجوا الى تناج بينهم، فهو يتحقّق على
برنامج البرّ و التقوى و في طريق الإسلام و خدمة المسلمين.
و التعبير
بقوله- إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ: إشارة الى حضوره تعالى و اطلاعه و علمه
على تناجيهم، و إن كان النجوى في منتهى السرّ و الخفاء.
و أمّا كون
التناجي من الشيطان: فانّ مبدأ نجوى المخالفين و أساس تناجيهم إنّما هو من الأفكار
الشيطانيّة و التدابير الظلمانيّة.
. إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ
فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ
خَيْرٌ لَكُمْ وَ أَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ
فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ- 58/ 14
الصدقة: ما يعطى صحيحا تامّا و في سبيل اللّه و في خدمة الخلق و هو من مصاديق
الصدق، و إعطاء الصدقة يوجب توجّها الى اللّه و عملا في سبيل اللّه و في سبيل خلقه
و انصرافا عن التعلّق المادّىّ و انقطاعا الى الحقّ المتعال و حصول انعطاف و تليّن
في القلب.
و هذا العمل
يوجب تحقّق حالة توجّه و خلوص و صفاء و لينة و خشوع في القلب حين النجوى مع الرسول
ص.
و أمّا
المناجاة و التناجي: ففي صيغتهما دلالة على الامتداد، فانّ في النجوى مع الرسول ص
يحصل امتداد ما.
و هذا التكليف
مطلوب استحبابا، و فيه خيرة و طهارة لمن يريد النجوى.
و من هذا
المعنى المناجاة مع اللّه عزّ و جلّ: فانّ العبد المناجى ينجّى نفسه عن التعلّقات
الظاهريّة و يخلّص قلبه عمّا فيه من الاضطراب و التعلّق و ينقطع الى اللّه المتعال
و يظهر بلسانه ما في سرّه، فانّ النجوى هو ظهور السرّ.