نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 57
. يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَ نُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ- 55/ 36 الشواظ: قطعة منفصلة متجلّية من النار من لهب متجسّم، و هذا
مربوط بعوالم ما وراء المادّة، و النار و الشواظ لا بدّ أن تكونا من سنخ تلك
العوالم و متناسبين بها. و النحاس كالشواظ و يدلّ على أثر ظاهر باق من النحوسة و
الكدورة و الظلمة و الشدّة المتجلّية.
و قلنا إنّ
الصفر يطلق عليه النحاس باعتبار كدورة و احمرار فيه، و ليس المراد في الآية إرسال
هذا الجنس من الفلزّات.
و لا يخفى أنّ
الشواظ من الموضوعات المحسوسة المولمة المدركة بالحواسّ الظاهريّة البدنيّة
الجسمانيّة ماديّة أو برزخيّة. و النحاس من الموضوعات المدركة بالحواسّ الروحانيّة
المولمة الشديدة.
و هذه الكدورة
و الظلمة و الشدّة المولمة: هي المتجسّمة المتجلّية من الأخلاق الرذيلة في النفس و
الأفكار و العقائد الباطلة في القلب و الأعمال الظاهرة بالجوارح.
و التعبير
بالإرسال: فيه دلالة على وجود الشواظ و النحاس في الخارج، لا أنّ اللّه تعالى
يوجدهما، و إنّما الإرسال و الإلحاق منه، و ذلك بتحقّق رابطة بينه و بين هذين
المولمين. كما قال تعالى- بعد هذه الآية الكريمة:
مقا- نحل:
كلمات ثلاث: الاولى- تدلّ على دقّة و هزال. و الاخرى- على عطاء. و الثالثة- على
ادّعاء. فالاولى- نَحِلَ جسمُهُ نُحُولًا، فهو نَاحِلٌ، إذا دقّ. و أَنْحَلَهُ الهمّ. و
النَّوَاحِلُ: السيوف الّتى رقّت ظباتها من كثرة الضرب بها.
و الثانية- نَحَلْتُهُ كذا، أى
أعطيته. و الاسم النَّحْلُ. قال أبو بكر: سمّى الشيء
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 57