نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 75
و أنذرت الرجل كذا إنذارا: أبلغته، يتعدّى الى مفعولين، و أكثر ما
يستعمل في التخويف، كقولهم- وَ
أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ- أى
خوّفهم عذابه، و الفاعل منذر و نذير، و الجمع نذر. و أنذرته بكذا فنذر به، مثل
أعلمته به فعلم وزنا و معنى، فالصلة فارقة بين الفعلين.
مفر- النذر: أن
توجب على نفسك ما ليس بواجب لحدوث أمر، يقال:
نذرت للّه
أمرا. و الإنذار: إخبار فيه تخويف، كما أنّ التبشير: إخبار فيه سرور.
و النَّذِيرُ: الْمُنْذِرُ،
يقع على كلّ شيء فيه إنذار إنسانا كان أو غيره. و قد نذرت، أى علمت ذلك و حذرت.
قع- (نازر) نذر
نفسه للرهينة، اعتزل، تزهّد.
(نادر) نذر،
أخذ على نفسه عهدا.
و التحقيق
أنّ الأصل
الواحد في المادّة: هو تخويف بالقول، و ليس كلّ تخويف إنذارا. و يقابله التبشير.
و أمّا النذر
بمعنى التعهّد و الالتزام على عمل: فهو مأخوذ من العبريّة و السريانيّة، و هو في
اللغتين بالزاء أو الدال، لفقدان الذال فيهما.
مضافا الى أنّ
ذلك التعهّد و الالتزام القولىّ كالتخويف و الإنذار، فانّ في الالتزام القاطع
تضييقا و تحذيرا و محدوديّة شديدة.
و بهذا اللحاظ
يستعمل مفهوم التعهّد و الالتزام في المجرّد من المادّة، بمناسبة كونه كاللازم. و
مفهوم التخويف من أفعل متعديّا، حيث يلاحظ فيه جهة الصدور أو الوقوع.
و أمّا كلمة
النذير صفة: فانّ النظر فيه الى جهة الثبوت، أى ثبوت الصفة و الحدث للذات، و يعبّر
بهذه الصيغة للشدّة و المبالغة، فكأنّ النبىّ (ص) ذاته إنذار و هو في نفسه متّصف
بهذه الصفة الثابتة.
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 75