الفشل: تهاون و
ضعف في الارادة و التصميم. و هو قد يكون مقدّمة للتنازع و قد يكون التنازع مقدّمة
له، على اختلاف الموارد. و على أىّ حال: تلازم بين التنازع و التهاون، فانّ وجود
القاطعيّة و التصميم في تشخيص أمر موضوعا أو حكما:
ينفى حدوث
التنازع و المجادلة و الاختلاف.
.
يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَ لا تَأْثِيمٌ- 52/ 23.
قلنا التنازع
هو استمرار النزع، و النزع هو جذب شيء عن محلّه. و الكأس هو القدح المحتوى شرابا،
و الشراب يختلف نوعه باختلاف مراتب القلب، مادّيّا أو برزخيّا أو ألطف منهما، و من
جهة تحوّل الحالات و اقتضائها شرابا يوافق الحال من مشروب حارّ أو بارد أو للتعديل
أو للتسكين أو غيرها.
و المراد من
جذب الكأس في الجنّة: شوق أهل الجنّة اليها بمقتضى حالاتهم و مقاماتهم في عالم
الجنّة، و استمرار هذا الطلب بنحو طبيعىّ.
ثمّ إنّ هذه
الاستفادة لا يقارن بها لغو و لا تأثيم كما يتراءى في المشروبات الدنيويّة
المادّيّة، بل إنّها في أثر الحالات الروحانيّة و الجذبات المعنويّة و التوجّهات
الإلهيّة.
و لا يخفى أنّ
التنازع و هو استمرار النزع انّما يلحقه الاختلاف و التزاحم و التخاصم في مضيقة
عالم المادّة و في محدودة الأمور الدنيويّة. و أمّا في عالم ما وراء المادّة و
فيما يرتبط بأمور روحانيّة غير مادّيّة: فلا تزاحم فيها حيث إنّ تلك العالم وسيعة
لا مضيقة فيها و لا اختلاف و لا تخاصم و لا غلول في القلوب فيها.[2]
التحقيق
في كلمات القرآن الكريم ؛ ج12 ؛ ص81
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 80