responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 12  صفحه : 80

الصدور، و هو ما يدخل في الصدر يوجب تغيّرا و انكدارا و تلوّنا فيه، من ذمائم صفات كالأنانيّة و البخل و الحسد، أو من فساد رأى.

فتحقّق الأخوّة و الوفاق إنّما يتحصّل بهذا النزع لا بالمنازعة و المجادلة و المغالبة و القهر، فانّ المنازعة موجب ازدياد الخلاف و الشقاق.

. وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ‌- 8/ 46،. وَ لَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَ لَتَنازَعْتُمْ‌- 8/ 43.

الفشل: تهاون و ضعف في الارادة و التصميم. و هو قد يكون مقدّمة للتنازع و قد يكون التنازع مقدّمة له، على اختلاف الموارد. و على أىّ حال: تلازم بين التنازع و التهاون، فانّ وجود القاطعيّة و التصميم في تشخيص أمر موضوعا أو حكما:

ينفى حدوث التنازع و المجادلة و الاختلاف.

. يَتَنازَعُونَ‌ فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَ لا تَأْثِيمٌ‌- 52/ 23.

قلنا التنازع هو استمرار النزع، و النزع هو جذب شي‌ء عن محلّه. و الكأس هو القدح المحتوى شرابا، و الشراب يختلف نوعه باختلاف مراتب القلب، مادّيّا أو برزخيّا أو ألطف منهما، و من جهة تحوّل الحالات و اقتضائها شرابا يوافق الحال من مشروب حارّ أو بارد أو للتعديل أو للتسكين أو غيرها.

و المراد من جذب الكأس في الجنّة: شوق أهل الجنّة اليها بمقتضى حالاتهم و مقاماتهم في عالم الجنّة، و استمرار هذا الطلب بنحو طبيعىّ.

ثمّ إنّ هذه الاستفادة لا يقارن بها لغو و لا تأثيم كما يتراءى في المشروبات الدنيويّة المادّيّة، بل إنّها في أثر الحالات الروحانيّة و الجذبات المعنويّة و التوجّهات الإلهيّة.

و لا يخفى أنّ التنازع و هو استمرار النزع انّما يلحقه الاختلاف و التزاحم و التخاصم في مضيقة عالم المادّة و في محدودة الأمور الدنيويّة. و أمّا في عالم ما وراء المادّة و فيما يرتبط بأمور روحانيّة غير مادّيّة: فلا تزاحم فيها حيث إنّ تلك العالم وسيعة لا مضيقة فيها و لا اختلاف و لا تخاصم و لا غلول في القلوب فيها.[2]

 

التحقيق في كلمات القرآن الكريم ؛ ج‌12 ؛ ص81

التحقيق

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 12  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست