نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 90
حركته و باختلاف حركة الأرض، فيختلف نزول الضياء في صفحته، ثمّ يختلف
مقدار ما يرى منه في الأرض، بلحاظ المقابلة و التربيع و التسديس فيه بالنسبة الى
الشمس.
فالقمر دائما
محلّ نزول الضياء بخصوصيّات و حالات مختلفة، و بهذه الاختلافات نعلم عدد السنين و
نستكشف محاسباتنا الزمانيّة.
فالمنازل حال
من التقدير، و التقدير جعل شيء تحت خصوصيّات و حدود معيّنة. و ذكر النور و الضياء
يؤيّد ما ذكرناه.
و أمّا تفسير
الْمَنَازِلِ، بالمعاني المصطلحة من منازل القمر: فأوّلا- أنّها معان اعتباريّة
لا حقيقيّة. و ثانيا- يحتاج الى تأويل و تقدير، مثل قولهم- إنّه بمعنى ذا مَنَازِلَ حالا، أو
بمعنى صيّرناه مفعولا.
و أمّا صيغة
المنزل من الإفعال اسم مكان: فيلاحظ فيها ما ذكر في صيغة الإفعال من جهة النظر الى
معنى الصدور. كما في:
فيلاحظ في
الكلمات الثلاث جهة صدور النزول منه تعالى.
فيكون معنى
المنزل: المحلّ الّذى وقع فيه النزول الصادر منه تعالى. كما أنّ صيغة المنزّل من
التفعيل يدلّ على محلّ وقع فيه النزول الملحوظ فيه جهة التعلّق و الوقوع.
و أمّا النزل:
فهو صفة مشبهة كالجنب، و قد يخفّف على وزان الصلب، و المعنى ما يتّصف بالنزول و
يكون النزول صفة ذاتيّة له، و من مصاديقه: طعام النزيل أى ما يحضر و ينزل من
الطعام للضيف. و كذلك ما ينزل في الآخرة لأصحاب الجنّة أو لأصحاب الجحيم.