نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 92
و التحقيق
أنّ الأصل
الواحد في المادّة: هو التأخّر و التأخير. و من مصاديقه: تأخير الأجل، التأخير في
ردّ الثمن في البيع، تأخير في تأدية الدين، حمل الإبل و غيره على التأخّر في
السير، و التأخّر في أيّام الحيض. و التّأخير في الأمور و في المقرّرات المعلومة.
و من آثار
الأصل: البعد، و الدفع، و الرفق.
و بين المادّة
و مادّة النسى: اشتقاق اكبر، فانّ النسيان يلازمه التأخّر.
و هكذا النسو
واويّا بمعنى الترك.
. إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ
فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَ
يُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا ما
حَرَّمَ اللَّهُ- 9/ 37.
النسيء: فعيل
بعد التحوّل الى نسأ لازما، فيدل على ثبوت صفة لشيء، فمعناه ما يكون متأخّرا. و
اطلاق الكلمة يدلّ على إرادة المعنى المتداول بينهم، و هو الشهر المتأخّر من جهة
الحرمة من بين الأشهر الحرم الى شهر آخر، لتحليل المحاربة و الإغارة فيه، و كانوا
يحلّلون شهر المحرّم لوقوعه بعد شهري ذى القعدة و ذى الحجّة المحرّمين، فيقولون
انّه نسيء.
و هذا العمل
زيادة على كفرهم باللّه و بالرسول: فانّه نقض ما ثبت و قرّر فيما بينهم للتأمين و
حفظ النفوس و الأموال في اجتماعهم.
و قد حكم اللّه
تعالى بحرمة هذه الأشهر المحرّمة في الإسلام أيضا، و إنّهم غير مراعين ناحية الدين
الإلهىّ، و لا ناحية الضوابط الاجتماعيّة لهم.
الْمِنْسَأَةِ: كالمكنسة اسم
آلة من النسأ، بمعنى الآلة الّتى بها يؤخّر و يدفع ما يلزم أن يدفع و يؤخّر، و
بهذا اللحاظ يطلق على العصا، و يقال: إنّ المنسأة أكبر
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 92