الجنّة من جنّ
يجنّ إذا استتر و تغطّى، و هو للنوع، أى نوع من الجنّ المغطّاة عن أبصارنا.
فيقولون إنّ
بين اللّه تعالى و بين الجنّة قرابة و ربطا و اشتراكا في الاجتنان و كونهما ممّا
وراء عالم المحسوس. مع اعتراف الجنّة بأنّهم مقهورون تحت حكومة الحقّ تعالى، و
محضرون في حضرته دائما، لا يعزب عنه العلم و الاحاطة بمقدار ذرّة في السموات و
الأرض.
ثمّ إنّ هذا
العلم تكوينّىّ في جميع أنواع الجنّ و في قاطبة أفراد الجنّة، و اختيارىّ في بعض
منها و هم مؤمنون باللّه عزّ و جلّ. و ليس المراد من حضورهم:
الإحضار في
القيامة: فانّ جميع الخلق من أىّ طبقة و نوع حاضرون دائما في محضره تعالى:
. وَسِعَ
كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما.