نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 97
و خروجه عن النفوذ و القدرة.
و لا نظر فيه
الى وجود الناسخ الحادث العارض المتعقّب المحوّل اليه، فانّ المنظور فيه مجرّد الخروج
عن الاقتضاء و الاعتبار. و إن كان حدوث أمر ثانوىّ من لوازم النسخ، و يسمّىّ
بالناسخ. و قد ترجع الحالة الثانية المتعقّبه الى ما كان قبل الأمر الأوّل.
و من مصاديق
الأصل: النسخ في الأحكام سواء كان في شريعة واحدة، أو بالنسبة الى شريعة سابقة. و
حصول التناسخ في الأزمنة و القرون: فانّ في كلّ زمان و قرن لا حق يرتفع ما في
القرن السابق من المقرّرّات و الأحكام العرفيّة الجارية المتداولة. و حصول التناسخ
في طبقات الورثة: فانّ كلّ طبقة لها أحكام مخصوصة، فإذا انتفت طبقة قبل تقسيم
الميراث يجرى فيها ما في باب مناسخات الإرث. و النسخ في الشباب بحدوث الشيب: فيرفع
ما في الشباب من القوّة و القدرة و النفوذ. و هكذا في نسخ الشمس آثار الظلّ، و في
تحويل الخليّة.
و يدلّ على أنّ
النسخ ليس بازالة: بقاء الأحكام المنسوخة في نفسها في متن الواقع و في ظرفها، و
هكذا في المقرّرّات العرفيّة و غيرها، و إنّما المنسوخة منها القوّة و الاعتبار و
النفوذ.
الآية: ما يكون
مورد توجّه و قصد و توسّل في السير الى المقصود و الوصول اليه، سواء كان تكوينيّا
أو تشريعيّا. و النسخ إخراج شيء عن مقام الاقتضاء و القوّة و النفوذ. و الانساء
جعل شخص ناسيا و غافلا عمّا كان و كان ذاكرا له، و في الإنساء شدّة لأنّه خارج عن
إختيار الناسي و قد يدوم الى الدوام.
و الفرق بين
النسخ و الإنساء: أنّ في النسخ: رفع اقتضاء و قوّة عن نفس الشيء. و في الانساء:
رفع الشيء عن الذكر و الذهن. و في كلّ من التقديرين يخرج الشيء عن مرحلة
الاستفادة و النفوذ.
و لا يخفى لطف
التعبير بالنسخ: فانّ فيه إشارة الى العلّة و الجهة في هذا
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 97