نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 98
التبدّل و التحوّل، و هي انتفاء الاقتضاء و القوّة و النفوذ في
الشيء المنسوخ، و هذا المعنى إمّا بانتفاء الاقتضاء فيه بذاته و من حيث هو، بأن
يجعل من أوّل التقدير مغيّى بغاية معيّنة. أو من جهة انتفاء الاقتضاء في الزمان
الثاني و أهله. أو بلحاظ تحوّل الموضوع و الحكم قوّة و ضعفا و باختلاف المراتب
إنتاجا و إفادة.
فظهر أنّ النسخ
لا يدلّ على محو شيء سابق و إثبات أمر لاحق، حتّى يوجد الاختلاف الشديد بين
الناسخ و المنسوخ، بل قد يكون الفرق بينهما بالشدّة و الضعف أو بالإطلاق و التقييد
و غيرهما.
و أكثر ما يعدّ
من مصاديق الناسخ و المنسوخ في الآيات الكريمة من هذا القبيل، و لا اقتضاء هنا
بالبحث عنها تفصيلا.
. وَ ما
أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى
أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي
الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ- 22/ 52.
الأمنيّة أصلها
امنوية كالأضحوكة: ما يكون مصداقا تامّا للتمنّى. و المراد:
إلقاء الشيطان
في مورد تشهيّه وسوسة بمقتضى المورد، فيوجد اختلاطا في نيّته و اضطرابا في إخلاصه.
فينسخ اللّه ما يلقى الشيطان بإخراجه عن مقام الاقتضاء و النفوذ و القوّة، ثمّ
يحكم اللّه آياته بالنور و الافاضة و التجلّى و الشهود في قلبه.
. هذا
كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ
تَعْمَلُونَ- 45/ 29.
النسخ بمعنى
الاكتتاب و النقل عن مكتوب: من مصاديق الأصل، فانّ النقل عن كتاب أصيل وحيد و
الاكتتاب منه: يوجب تقليل النفوذ و القوّة فيه و خروجه عن الاقتضاء التامّ و
التوجّه اليه، فيخرج الكتاب الأصيل عن مقام اعتباره و موقعيّته الأوّليّة.
و النسخة فعلة
بمعنى ما ينسخ، و يطلق على كتاب ينقل عنه و هو الكتاب الأصيل المستند اليه. و
الاستنساخ: بمعنى طلب النسخ، أى طلب أن ينسخ و ينقل عنه. فالنسخة المنقولة عنه هو
كتاب أعمالهم و صورة ما يضبط و يحفظ من
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 98