أي يحمل كتبا سماويّة نازلة من اللّه تعالى فيها حقائق و معارف يهتدي
بها من يشاء الى الحقّ و السعادة و الكمال و النور.
و يؤيّد ما ذكرنا من معنى السفر: ذكر التوراة في المورد، و أنّ الكتب
المعمولة في الفنون المختلفة لا تزيد لمن راجعها بصيرة و اهتداء، و أنّهم في تركهم
الكتب السماويّة و عدم استفاضتهم منها كالحمار الحامل أسفارا سماويّة.
جمع سافر و هو من يخرج من محيط الى محيط خارج، كالرسول المبعوث
المرسل، و الملك المرسل المبعوث، و السفرة هم المبعوثون من جانب اللّه تعالى و
بأيديهم كتب و صحف سماويّة، يبلّغونها الى الناس.
و التعبير بالسفرة دون النبيّ و الرسول: إشارة الى أنّهم قد بعثوا
خارجين من مقام فوق عالم المادّة، و ليسوا من أهل الدنيا المحجوبين.
التعبير بالسفر دون المسافرة: إشارة الى أقلّ مرتبة منه يتحقّق فيه
السفر و يصدق فيه هذا المفهوم من دون توقّف على استمراره، و أمّا التعبير بالمادّة
دون ألفاظ اخر: إشارة الى أنّ المبنى في الحكم هو تحقّق معنى السفر و هو الخروج من
الموطن و البعد عنه الى أن يدخل في محيط خارج، و المقدار المسلّم في تحقّق هذا
المعنى هو البلوغ الى حدّ ثمانية فراسخ، فإذا قصد الإنسان هذا المقدار من المسافة:
فهو في سفر.
فالمناط هو الخروج عن الموطن قاصدا أو واصلا الى المسافة. و امّا
كيفيّة السفر و خصوصيّته و سائر جهاته من جهة المدّة و المركب و الزمان و غيرها:
فليس لها موضوعيّة و تأثير في الحكم.
فالفرق بين المركب السريع و البطيء و المقدار الزمانيّ: خارج عن
المنظور و مبنى
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 139