نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 157
الاولى بالمصدر دون الصفة (من يسقي أو السقّاء و الساقي) إشارة الى
أنّ الملحوظ و مورد البحث هو هذا العمل بنفسه، و هو لا يعادل الايمان. (كَمَنْ آمَنَ
بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ). و في الثانية- الى أهميّة ذلك
المفقود، فكأنّهم فقدوا برنامج السقي، و مع ذلك كان صواعا للملك، ثمّ اطلق السقاية
على المسقى بهذه المناسبة، و هو مجاز.
و قلنا إنّ كثيرا من المعاني المذكورة في كتب اللغة: يؤخذ من المعاني
المجازيّة المستعملة في الأشعار العربيّة أو في التفاسير من دون تحقيق، و هذا
الأمر أوجب الانحراف عن الحقائق في كلمات اللّه تعالى.
أمّا التجوّز في الأشعار: فانّ الشعر مورد تضيّق في استعمال الكلمات
و انتخابها من جهة التوازن في البحور و القوافي، و الشاعر يستعمل كلمة يختارها من
جهة تناسب اللفظ بأدنى مناسبة في المعنى.
و أمّا في القرآن الكريم: فمن جهة تسامح المفسّرين في تفسير الآيات
الإلهيّة، فانّهم يفسّرون الكلمات بأيّ مفهوم يطابق المورد الخاصّ، على مقتضى
أفهامهم و في حدود علمهم، من دون تحقيق.