نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 161
حيلولة في جريان شيء و نظمه الطبيعي، و هذا القيد لا بدّ و أن يلاحظ
في كل مورد تستعمل المادّة.
ثمّ إنّ الأغلب في فعل يفعل منها: هو الاستعمال متعدّيا. و في فعل
يفعل لازما، تقول-سُكِرَتِالريحُ إذا توقّفت في جريانها الأصيل. و سكر من الشراب و أمثاله فهو
سكران إذا صار نظم عقله مختلا.
السُّكَارَىجمعسَكْرَانَعلى عطشان، و السكران هو الّذي اختلّ جريان النظم في فكره و عقله و
أموره، و هذا الاختلال يتحصّل إمّا بمواجهة الابتلاءات و الشدائد العظيمة، و إمّا
بتحقّق التعلّقات الدنيويّة و التوغّل في الأمور الماديّة، و إمّا بتناول الشراب
المسكر، أو بغيرها ممّا يخرجه عن الاعتدال.
فَالسَّكْرَةُفي يوم البعث من شدّة العذاب، و في المذنبين و المخالفين من شدّة
توغّل في التعلّقات الماديّة و التمايلات النفسانيّة، و في المصلّين بأيّ نوع
يتحصّل.
.وَ جاءَتْسَكْرَةُالْمَوْتِ بِالْحَقِ- 50/ 19.
أي اختلال جريان في امتداد الحياة الدنيويّة، و الاضطراب و التحوّل
الشديد الّذي يواجه عند الموت و انقطاع العلائق الماديّة.
السَّكَرُوزان حسن صفة، و هو المتحوّل على خلاف الجريان الطبيعيّ لشيء،
كالمسكر المتحوّل من العنب و التمر، و العصير المتحصّل منهما. فالسكر أعمّ من أيّ
نوع متحصّل منهما مسكرا كان أو غير مسكر، و لمّا كان فيه ما هو حرام ممنوع بقرائن
خارجيّة: أطلقه من دون توصيف.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 161