نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 164
السكن في هذه الآيات هو بمعنى الاستقرار و السكون و الاطمينان، و هو
مصدر و يدلّ عليه كونه خبرا عن الصلاة و هو مصدر، و عطف جملة-وَ الشَّمْسَ وَ
الْقَمَرَ حُسْباناً،على الجملة الثالثة، و
الحسبان مصدر.
.وَ لَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهارِ- 6/ 13.
المراد من السكون في المكالمات العرفيّة و في الآيات الكريمة:
الاستقرار و السكون العرفيّ، لا السكون الدقّي الفلسفيّ، حتّى يقال إنّه ما من
شيء إلّا و له حركة ما و لو بالتحرّك الذاتيّ، أو تحرّك في أعضاء و أجزاء و لو في
مكان معيّن محدود، بل بحركات لازمة، لا تنافي الاستقرار العرفيّ أيضا.
فالسكون العرفيّ المنظور: هو أن يكون النظر الأصيل و القصد الصريح
الى استقرار في محلّ معيّن، فيقال إنّه مستقرّ فيه، و لو توقّف استقراره الى حركات
و تشبّثات و ذهاب و مجيء و الى تحصيل ما يحتاج اليه مقدّمة.
و أيضا- إنّ السكون يلاحظ بالنسبة الى متعلّقه و محلّه، فالسكون إذا
كان في الجنّة أو في الليل أو في القرية أو في المساكن للظالمين: يراد الاستقرار في
تلك المحدودة و لو كان متحرّكا فيها، فيقال عرفا إنّه مستقرّ فيها.
قلنا إنّ المادّة إذا استعملت بحرف الى و تعدّيت به: تكون بمعنى
الاطمينان و الاتّكاء، أي استقرار مرتبطا اليه و متعلّقا به و مستندا اليه، في
امور حياته و معيشته.