نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 172
و لم يعبّر بقوله- نسلخ منه الليل: بالنسبة الى النهار- فانّ الأصل
في المادّة هو الظلمة، كما أنّ الأصل في عالم الروحانيّة هو النور، فالضوء عارض في
المادّة، كما في الأرض و ما فيها، و أمّا الثوابت و الشموس: فانّ الضياء فيها إمّا
بالانعكاس أيضا، أو في أثر الحركة في الأجزاء، فانّ الحرارة و النور يتحصّلان في
المادّة بالحركة، و إذا فقدت الحركة ينعدم النور و الحرارة، كما فصّل في محلّه.
و نقول أيضا: إنّ النظر في الآية الكريمة الى الأرض و ساكنيها، و الى
الليل و النهار المتعاقبين فيها، لا الى مطلق عالم المادّة.
الآية عبارة عمّا يكون وسيلة في التوجّه و الوصول الى المقصود، و
المرتبة العالية الحقيقيّة منها ما يكون تكوينيّا روحانيّا، أو من جهة الروحانيّة،
أو أمرا من عنده تعالى كروح و فيض و معرفة و نور و تجلّي مقام و صفة.
فايتاء الآيات من اللّه تعالى عبارة عن فيض و نور يتجلّى في قلب
العبد يتنوّر به و يجعله وسيلة في السير الى اللّه تعالى و الوصول اليه.
و الانسلاخ من جلباب الرحمة و النور إنّما يكون بتقصير و عصيان و سوء
اختيار، و لهذا عبّر بالانسلاخ دون السلخ من اللّه العزيز.
الشهر عبارة عن امتداد زمان يبتدئ برؤية الهلال الى آخر زمان من
غيبته قبل رؤيته ثانيا، فهذه المدّة من حركة القمر الى آخر نقطة من دائرة حول
الأرض يسمّى بالشهر، و كلّ شهر يعنون بعنوان مناسب له، و الأشهر الحرم شهر رجب و
ذي القعدة و ذي الحجّة و محرّم، فبانتهاء محرّم ينتهي عنوان الأشهر الحرم، فكأنّ
هذا العنوان محيط بهذه المدّة المعيّنة.
فظهر أنّ السلخ أعمّ من أن يكون في ماديّ او في غيره، و إطلاقه في
جميع هذه
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 172