responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 172

و لم يعبّر بقوله- نسلخ منه الليل: بالنسبة الى النهار- فانّ الأصل في المادّة هو الظلمة، كما أنّ الأصل في عالم الروحانيّة هو النور، فالضوء عارض في المادّة، كما في الأرض و ما فيها، و أمّا الثوابت و الشموس: فانّ الضياء فيها إمّا بالانعكاس أيضا، أو في أثر الحركة في الأجزاء، فانّ الحرارة و النور يتحصّلان في المادّة بالحركة، و إذا فقدت الحركة ينعدم النور و الحرارة، كما فصّل في محلّه.

و نقول أيضا: إنّ النظر في الآية الكريمة الى الأرض و ساكنيها، و الى الليل و النهار المتعاقبين فيها، لا الى مطلق عالم المادّة.

. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ‌- 6/ 1.

أي يعدلون عن النور الى الظلمات.

. وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ‌ مِنْها- 7/ 175.

الآية عبارة عمّا يكون وسيلة في التوجّه و الوصول الى المقصود، و المرتبة العالية الحقيقيّة منها ما يكون تكوينيّا روحانيّا، أو من جهة الروحانيّة، أو أمرا من عنده تعالى كروح و فيض و معرفة و نور و تجلّي مقام و صفة.

فايتاء الآيات من اللّه تعالى عبارة عن فيض و نور يتجلّى في قلب العبد يتنوّر به و يجعله وسيلة في السير الى اللّه تعالى و الوصول اليه.

و الانسلاخ من جلباب الرحمة و النور إنّما يكون بتقصير و عصيان و سوء اختيار، و لهذا عبّر بالانسلاخ دون السلخ من اللّه العزيز.

. فَإِذَا انْسَلَخَ‌ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ‌- 9/ 5.

الشهر عبارة عن امتداد زمان يبتدئ برؤية الهلال الى آخر زمان من غيبته قبل رؤيته ثانيا، فهذه المدّة من حركة القمر الى آخر نقطة من دائرة حول الأرض يسمّى بالشهر، و كلّ شهر يعنون بعنوان مناسب له، و الأشهر الحرم شهر رجب و ذي القعدة و ذي الحجّة و محرّم، فبانتهاء محرّم ينتهي عنوان الأشهر الحرم، فكأنّ هذا العنوان محيط بهذه المدّة المعيّنة.

فظهر أنّ السلخ أعمّ من أن يكون في ماديّ او في غيره، و إطلاقه في جميع هذه‌

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست