نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 205
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو الظلمة الخفيفة. و بهذا
الاعتبار يقال: إنّ السمر يدلّ على خلاف البياض، والسَّمَرُسواد الليل، و سمر و سمر و
اسمارّ إذا اسودّ و اظلمّ، والسُّمْرَةُلون بين البياض و السواد، والسَّامِرُاللّيل المظلم، و السمر ظلّ
القمر و الظلمة.
و أما إطلاق المادّة على الحنطة و الرمح و المسمار و اللبن المخلوط
بالماء و الريح و شجرة العضاه: فباعتبار النظر الى لون الظلمة الخفيفة و السواد
العارض في كلّ منها، فالقيد ملحوظ و لازم تحقّقه.
و أمّا المسامرة بمعنى المحادثة ليلا: فيقال سمر يسمر و سامر يسامر
إذا جعل شيئا مظلما أو في ظلمة و سواد. فكأنّ الحديث يجعل في ظلمة الليل.
أي استكبارا بسبب نكوصهم في السمر، و هذا كما في قوله تعالى:.فَأَمَّا عادٌ
فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ. أي يجعلون الإعراض و النكوص
وسيلة في استكبارهم في السامر، توهّما منهم أنّ الاعراض عن الحقّ و الإدبار عن
آيات اللّه موجب لرفعة شأنهم و علوّ منزلتهم و مقامهم.
فالسامر هو المظلمّ الخفيف و هو على الأصحّ مفعول فيه من الاستكبار،
أي يستكبرون بنكوصهم في أيّ مكان سافر، و هذا إشارة الى أنّ استكبارهم ليس بحقّ، و
لا يعلنونه إلّا في خفاء و ظلمة.
فظهر أنّ الضمير يرجع الى النكوص، و أنّ السامر مفعول فيه كما في
قولهم جلست قرب زيد أو قريب زيد. و لا نحتاج الى تفسير السامر بالسمّار جمعا ليكون
حالا، أو إرجاع الضمير الى ما لم يذكر لفظا.
و أمّا السامريّ: فظاهر الكلمة كونها منسوبة الى السامر أو السامرة،
فانّ النسبة الى المذكّر و المؤنّث واحدة. و السامر قد عرفت معناه، و السامرة إمّا
أنّها كانت
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 205