نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 22
و حسن الجري في السير و التصرّف في الحوائج: كلّها يرجع الى الأصل.
فانّ الحقيقة في المادّة إنّما تختلف مصاديقها باختلاف مواردها:
فالحركة في مسير الحقّ مع التباعد عن الانحراف و الضعف و النقص: إنّما يتحقّق في
السباحة في الماء بحسن الجريان و النظم في الحركة من دون انحراف و غور. و في
الخيل: بالنظم في المسير و بحسن الجري و لطفه.
و في الإنسان من جهة الحياة المادّية: بحسن العمل و الاجتهاد في
تأمين المعاش و رفع حوائج نفسه و غيره. و من جهة الروحانيّة: بحسن العبادة و السعي
في تهذيب نفسه و التنزيه عن السوء و التباعد عن الضعف و تحصيل الفراغ و تحقّق
التخلية عن المشاغل النفسانيّة و التنفّل و حمد اللّه و تعظيمه.
و في النطق و الكلام: بحسن جريانه من جهة الفصاحة و البلاغة و إدامة
البيان و إتمامه.
و في اللّه عزّ و جلّ: بجريان أمره على الحقّ الثابت مع التنزّه عن
أيّ ضعف و نقص و انحراف، و بتحقّق هذا الأصل فيه حقّا من دون تجوّز و ضعف.
و في الملائكة و الأولياء و السالكين الى اللّه تعالى: هو السلوك في
مسير الحقّ و الى اللّه عزّ و جلّ مع التنزّه و التباعد عن أيّ انحراف و مكروه و
سوء.
و الفرق بينالسَّبْحِوالتَّسْبِيحِ: أنّ السبح لازم و يستعمل في موارد يتحقّق الجريان و التنزّه بطريق
طبيعيّ. و التسبيح هو جعل شيء آخر في هذا الجريان و التنزّه، و هو متعدّ، و في
كلّ مورد يختلف مفهوم الكلمة باختلاف الموضوعات.
فالسبح: كما في-.كُلٌّ فِي فَلَكٍيَسْبَحُونَ*- 21/ 33.