responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 23

و على جريان طبيعيّ كامل حسن من دون أن يكون فيه أقلّ أمر من الخلل و الانحراف و الفتور و التثاقل و الخلاف.

و الآية الثانية- تدلّ على نفوس يسيرون في صراط الحقّ و هم المخلصون من عباد اللّه و المجذوبون من السالكين اليه و الملائكة الروحانيّون، الّذين لا يفترون في العمل بوظائفهم و لا يرى منهم انحراف و تعطّل فيما يقصد منهم.

و الآية الثالثة- ناظرة الى الثانية و متفرّعة عليها، فانّ رسول اللّه (ص) مصداق أتمّ و أكمل و فرد أعلى من مصاديق العباد المخلصين، فهو لا يزال في جميع حياته أيّامه و لياليه في سفره و حضره و في حالة انفراده و اجتماعه و في خلوته و اشتغاله و في سكوته و تكلّمه: متوجّها الى اللّه تعالى و سالكا اليه مخلصا له.

و النهار فيها خصوصيّات زائدة و اقتضاء مخصوص اضافيّ في مقام الخدمة و العمل بالوظائف المقرّرة و تحقّق السير في مسير الحقّ و التنزّه عن نقاط الضعف و التخلّص عن شوائب المادّة، بالنسبة الى مقامه الأسنى.

و أمّا الآية الرابعة و ما يشابهها: فالسبح في اللّه عزّ و جلّ إنّما يتحقّق و يصدق بمعناه الحقيقيّ و مفهومه التامّ الكامل، فهو في مجرى الحقّ في ذاته و صفاته و أفعاله و جميع أموره منزّها عن أيّ ضعف و نقص و حدّ و فقر.

و توضيح ذلك: أنّ نور الوجود في مقاماته و مراتبه كلّما قوي و اشتد يكون الضعف و الحدّ و الفقر و النقص فيه أقلّ، فنور الوجود و آثاره البارزة في مرتبة النبات أقوى من مرتبة الجماد، و هو في الحيوان أقوى من النبات، و في الملكوت أقوى من الحيوان، و في الروح و الجبروت أقوى من الملكوت، فيكون القدرة و الكمال و العلم و الحياة و الارادة في الأرواح أوسع و أقوى من المراتب النازلة، و الضعف و النقص و الفقر فيه أقلّ.

و الإنسان موجود جامع لجميع المراتب، من عالم الجماد الى الروح الكامل، و لازم له السلوك و الحركة من مرتبة الى ما فوقها، حتّى يستكمل المراحل و يصل الى مقام الروحانيّة الكاملة و النورانيّة التامّة، و يتنزّه عن العيوب و النواقص، و يتقرّب من مبدأ الجمال و الكمال و الجلال و النور التامّ.

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست