نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 24
و الضعف العامّ بجميع مراتب العوالم: هو الإمكان و الحدّ المطلق،
فيبقى هذا الضعف و هو الحدّ الذاتيّ في مرتبة عالم الأرواح، و لا يمكن رفعه و
التنزّه منه، لأنّ الحدّ من لوازم الإمكان ذاتا.
و فوق هذا العالم: عالم الالوهيّة، و هو نور الوجود الحقّ الواجب
الأزليّ الأبديّ المنزّه عن أيّ نقص و ضعف و حدّ في ذاته و صفاته.
و له تعالى بذاته و في ذاته و من ذاته و لذاته حياة و قدرة و علم و
إرادة و غنى، و ليس له فقر و لا ضعف و لا حدّ، فهو سبّوح قدّوس.
و أمّا المعرفة بذلك شهودا و حضورا، فيتوقّف على التنزّه و التخلّي و
التخلّص و الفراغ عن المراتب النازلة، و بل عن وجوه الامكانيّ المحدود، بحيث يفرغ
عن كلّ ما سوى اللّه عزّ و جلّ و يفنى فيه تعالى، و ترتفع الحجب الظلمانيّة و
النورانيّة، و لا يرى إلّا اللّه، و لا يشاهد إلّا نور جماله- فارفع الأنانيّة من
البين.
فحينئذ يشاهده جلّ و عزّ فارغا و نزيها عن أيّ حدّ و وصف و إشارة
قيّوما على كلّ شيء محيطا على جميع مراتب الوجود، بل يشاهد الكلّ فانيا فيه، ليس
إلّا هو.
و إذ لا ضعف في ذاته و لا فقر و لا حدّ: فهو على الحقّ الصريح في
وجوده و صفاته العليا و أفعاله و في جميع تجلّياته و مراحل ظهوره- و يبقى وجهه.
فهذا بين محدود من حقيقة السبّوحية له عزّ و جلّ- راجع- ريد.
و أمّا كلمة-سُبْحَانَ: فالظاهر أنّها مصدر كالغفران و الفرقان و الشكران و القرآن، و
انتخابها على السبح: فانّ زيادة المبنى تدلّ على زيادة المعنى. و هذا كانتخاب
كلمة-سُبُّوحٌ،على سائر الصيغ.
و هذه الكلمة إنّما تستعمل في القرآن، إمّا في مقام النظر الى
التنزيه في المرتبة الاولى كما في:
و إمّا أن يكون النظر البادي الى جهة التعظيم، و كون الجريان في
المورد على الحقّ و الحكمة و التدبير اللازم: كما في:.سُبْحانَالَّذِي أَسْرى
بِعَبْدِهِ- 17/
1.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 24