و قد يذكر فيهما العدد، كما في:.فَسَوَّاهُنَّ
سَبْعَسَماواتٍ ...،.قُلْ
مَنْ رَبُالسَّماواتِالسَّبْعِ وَ رَبُّ الْعَرْشِ ...،.اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَسَماواتٍوَ مِنَ الْأَرْضِ
مِثْلَهُنَ ....كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَسَماواتٍطِباقاً.
سبق في- أرض و سبع، أنّ المراد من هذا العدد: إمّا سبع منظومات
مرتبطة مادّيّة، أو معنوية، أو بعضها مادّيّة و بعضها معنويّة روحانيّة.
و نضيف هنا: بأنّ هذا العدد في السماء و الأرض، يمكن أن يكون إشارة
الى العوالم السبعة بهذا الترتيب- الجماد، النبات، الحيوان، الإنسان، عالم
الموجودات البرزخيّة، السماوات المحسوسة الماديّة، عالم الملكوت، عالم العقل و
الجبروت.
فعالم الجماد أرض فقط، كما أنّ عالم الجبروت سماء و ليس بأرض، فيكون
كلّ منهما سبعا.
و توضيح ذلك: أنّ الأرض كما سبق عبارة عمّا سفل في قبال السماء، و
السماء هو ما يرتفع فوق شيء محيطا، مادّيا أو معنويّا. فالجمادات الأصلية من
التراب و الحجر و الجبل و الماء و البرّ و البحر كلّها متسفّلة و أرض.
و فوقها النباتات و هي تعلو و ترتفع و تحيط على الأرض- ما زلنا نطأ
السماء- أي الكلأ.
و فوقها الحيوانات المسلّطة المحيطة المرتفعة عليها ظاهرة و باطنة، و
منها ظهر الفرس.
و فوقها الإنسان من حيث هو و بلحاظ استعداده الذاتيّ و بالقوّة، و هو
مسلّط و متفوقّ و محيط على الحيوان ظاهرا و معنى، بهمّته و تدبيره و شخصيّته و
شرفه.
و فوقها الموجودات البرزخيّة من الجنّ المطلق المسلّط المقتدر اللطيف
النافذ وجودا و قوّة-.أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ
طِينٍ*.
و فوقها السماوات المرتفعة المحيطة المادّيّة بموادّها المختلفة و
أهاليها المتنوّعة و بملايين من الكواكب و الثوابت و السيّارات و بمنظومات لم
يتناه اليها علم البشر-
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 222