يراد مطلق السماء، و المصداق الأتمّ الأكمل منها هو مقام اللاهوت و
المرتبة العليا الإلهيّة. و هذا لا ينافي ما ذكرنا من تطبيق السماوات السبع: فانّ
عنوان سبع سماوات إنّما هو في السماوات المخلوقة الّتي سوّاهنّ اللّه تعالى، لا
السماء المطلقة.
السماء الدنيا هي السماوات المحسوسة الماديّة بجميع منظوماتها.
فانّها بالنسبة الى الملكوت و الجبروت دانية متسفّلة، و أمّا بالنسبة الى الإنسان
و الجنّ الموظّفين سماء، كما أوضحناها. و أمّا تزيّنها فمحسوسة معلومة.
فتطبيق السماء المطلقة على واحدة من مصاديقها: إنّما هو يتعيّن
بالقرائن اللفظيّة أو المقاميّة.
التقوى: هو الوقاية و حفظ النفس عن أيّ رذيلة و مانع و حجاب، و هذا
المعنى إنّما يتحقّق بعد تحقّق الايمان، و مقام التقوى أعلى و أرفع، و على هذا قال
في حق المتّقين:عَرْضُهَاالسَّماواتُوَ الْأَرْضُ،و في حقّ المؤمنين:عَرْضُها كَعَرْضِالسَّماءِوَ الْأَرْضِ- بافراد السماء و إطلاقه، و
بالتشبيه.
و على أيّ صورة: فالسماء أعمّ يشمل السماء المادّيّ و الروحانيّ، و
الإنسان بلحاظ روحانيّته له سعة ذاتيّة و إحاطة استعداديّة في أن يدخل جنّة
روحانيّة عرضها عرض السماوات و الأرض و سعة جميع الممكنات ظاهريّة و معنويّة و روحانيّة.
و امتداد طولها الى ما لا نهاية له، و الى ما شاء اللّه أن يربّيه و يعلّمه في
اللّه عزّ و جلّ شأنه.
هذا إذا خلّص نفسه و أطلقها عن قيود محيط المادّة و عيش الحياة
الدنيا المحدودة الظلمانيّة-