responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 228

فإذا كان وجوده تعالى متعاليا عن أيّ حدّ: فهو نور مطلق و حياة مطلق و إرادة مطلق و قدرة مطلق و علم مطلق.

فهذه الصفات إنّما هي منتزعة و مستخرجة و معتبرة عن تلك الذات البحت و النور المطلق و الوجود الحقّ، في المرتبة الثانية و في مقام الاعتبار. و إلّا فذاته المتعال عين هذه الصفات، و لا تغاير فيه بأيّ وجه.

فهذه الصفات المنتزعة المعنونة: إنّما هي لتعريف الذات و بيان حاقّ النور المطلق الغيبيّ، لا في مقام بيان الحقيقة و التغاير.

8- فظهر أنّ كلّما يتجلّى و يتظهّر في عالم الوجود، في أيّ مرتبة و مقام، من أيّ صفة و خصيصة: إنّما هو أثر و ظهور من صفات المبدأ المتعال.

و ثبت من العقل بأنّ فاقد شي‌ء لا يكون معطيا له.

فما يرى في العالم من الحكمة و القدرة و العلم و الارادة و الحياة و النور و الرحمة و القهر و الغفران و القبض و البسط و الحلم و العدل و العزّة و السمع و الأبصار و الإدراك و الهداية و اللطف و الرشاد و الصبر و الدوام و البقاء و السعة و الظهور و البطون و الملك و الهبة و غيرها من محاسن الصفات و جميل الخصائص: فانّما هو من آثار وجوده و مظاهر صفاته تعالى.

. رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى‌ كُلَّ شَيْ‌ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى‌- 20/ 50.

أي بالهداية التكوينيّة و تتميم الخصائص الذاتيّة ثمّ بالتشريع على طبقها تأكيدا لها.

فظهر أنّ كلّ موجود إنّما هو مظهر لصفة من الصفات العليا في التكوين، و أمّا الإنسان فهو يستعدّ لأن يكون مظهرا لجميع الصفات الإلهيّة، كما قيل: و أنت الكتاب المبين الّذي فيه ينطوي العالم الأكبر.

فينطوي في وجود الإنسان جميع الصفات، و يقرأ في كتاب نفسه جميع الكلمات الدالّة على الظهورات و التجلّيات و المراتب، و يستعدّ بأن يشاهد في وجوده قاطبة الأسماء التكوينيّة، فانّه مظهر تامّ للصفات، و مجمع كامل للأسماء، و مرآة تري مراتب الأنوار و الحقائق.

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست