responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 258

الحرب، و تَسَوَّرْتُ‌ اليه الحائط، و سُرْتُ إليه في أعالي السُّورِ، و كلب‌ سَوَّارٌ: جسور على الناس، و جلس على المسورة و جلسوا على المساور، و هي الوسائد، و هو سوّار في الشراب: معربد.

و التحقيق‌

أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو هيجان مع اعتلاء و ارتفاع، و هذا المعنى يختلف خصوصية باختلاف المصاديق.

يقال: سار غضبه إذا هاج و ظهر و اعتلى أثره. و سار الشراب إذا هاج أثره و ظهر السكر و برز. و سارت الحيّة إذا هاجت و حملت على شخص، و سار البناء إذا اعتلى و ارتفعت مراتبه و طبقاته من دون انتظار.

و بهذه المناسبة يطلق السور على جدار عظيم و سدّ يمنع عن المخالف و يسدّ بين المتجاوزين أو متجاوز، فالسور مظهر هيجان و ارتفاع و علامة و ثوب و ثوران و غضب، و هو أعمّ من أن يكون سور بلد أو غيرها- كما قال تعالى:

. فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ‌ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ- 57/ 13.

أي يضرب يوم القيامة بين المؤمنين و المنافقين بهذا السدّ للدفاع عن المنافقين و ردّهم.

و بهذه المناسبة أيضا تسمّى سور القرآن كلّ واحدة منها بسورة: فانّ كلّ سورة منها كالسور يسدّ به و يدفع به المخالفون، كما قال تعالى:

. وَ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى‌ عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ‌- 2/ 23.

. قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَ ادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ‌- 10/ 38.

فكلّ سورة سور في الحقيقة بين المؤمنين و الكافرين، و أسدّ عدّة معنويّة قطعيّة يدفع بها أيّ نوع من وساوس المخالفين و تعرّضهم، و هو مظهر من هيجان الحقّ و اعتلائه و ظهوره في قبال المعاندين.

و بهذا ظهر أنّ السورة من القرآن كلّ قطعة و طائفة من الآيات الكريمة يكون على هذه الصفة، و ليست مخصوصة بما هو المشهور المعروف خارجا، و إن كان هذا

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست