نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 269
الاسم و الفعل المضارع، فلولا أنّ سوف صارت كأحد حروف الفعل لما جاز
أن تدخل عليها اللّام. و قد حكي- سو أقوم، و هو من الشاذّ الّذي لا يؤخذ به.
مغني اللبيب- سوف: مرادفة للسين أو أوسع منها على الخلاف، و كان
القائل بذلك نظرا الى أنّ كثرة الحروف تدلّ على كثرة المعنى، و ليس بمطّرد. و يقال
فيها سف و سو وسي مبالغة للتخفيف، و تنفرد عن السين بدخول اللّام عليها-.وَلَسَوْفَيُعْطِيكَ.
البعد، و أصلها من الشمّ، و كان الدليل إذا كان في فلاة أخذ التراب
فشمّه ليعلم أهو على قصد أم على جور، ثمّ كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتّى سمّوا
البعد مسافة.
و السواف: مرض المال و هلاكه، يقال وقع في المال سواف أي موت. و انّ
الأصمعيّ يقول السواف، و يقول الأدواء كلّها تجيء بالضمّ نحو النّحاز و الدكاع و
القلاب و الجمال. قال سيبويه: سوف كلمة تنفيس فيما لم يكن بعد، ألا ترى انّك تقول
سوّفته إذا قلت له مرّة بعد مرّة سوف أفعل، و لا يفصل بينها و بين يفعل.
قع-، (سوف، ساف)- فني، زال، انتهى، انقرض.
(سوف) نهاية، ختام، آخر، طرف، حدّ.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو الانتهاء و التأخّر، و بهذه
المناسبة تطلق على المرض الشديد، و الموت، و الانتهاء في ذهاب المال، و التأخير، و
المماطلة.
و أمّا الشمّ: فكأنّ النظر فيه الى التحقيق و التفتيش عن الانتهاء في
أيّ جهة، في سير أو كمال أو بلوغ الى حدّ أو رائحة.
و المسافة: يراد منها محلّ انتهاء الامتداد المنظور.
و أمّا سوف: فمأخوذ من هذه المادّة، و يلاحظ فيه معنى التأخير و
الانتهاء بالمعنى الحرفيّ، فيدلّ على تأخير في المضارع، لا مطلقا.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 269