نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 272
كذلك يساق الكافر الى جهنّم، و يساق المؤمن الى الجنّة، حفظا للنظم و
إجراء للعدل و إعطاء لما تقتضيه الطبائع و تطلبه النفوس من لوازم الضلال و
الهداية-.أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً ...،.فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ.
و هذان الأمران لإتمام الحجّة عليهم، فانّ كلّ سائق معه شاهد يشهد
بالعلم الشهوديّ الحضوريّ على ما في ظاهره و باطنه، و يرى ما في حاله و مضيّه.
مضافا الى هذا الشاهد: فيدعى الى السجود للَّه تعالى، و لا تستطيع
نفسه و لا تتمكّن في العمل بهذا الأمر، فانّه من المستكبرين الغافلين.
فتتّم الحجّة بذلك من نفسه عليه.
و أمّا كشف الساق: فيراد كشف الحجب و الأستار عن حقيقة الساق.
و أمّاالسَّاقُ: فهو ما به الانسياق و السير من عضو القدم، ظاهريّا أو معنويّا و هو
ما به يتحقّق السير الى هداية أو ضلالة. و هذا المفهوم يدلّ عليه حرف الألف المبدل
من الواو للتخفيف، فيدلّ الساق على ظهور السوق و ما به يتحقّق.
فيشاهد باطن انسياقه و حقيقة ساقه الذي كان مظهر الانسياق و السير، و
يعرف مسيره و يتعيّن مسلكه المخالف للسجود و العبوديّة.
قلنا أنّ الساق ما به يساق، و ينساق السائر، و هو في السلوك الى
الدنيا من جهة المعنى هو الحبّ للدنيا و العلاقة لحياتها، و الى الآخرة هو الشوق و
الحبّ للحياة الآخرة، و هذان الشوقان هما قدما السلوك و وسيلتا السعادة و الشقاوة-
حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة.
فالمحتضر لمّا يظنّ و يدرك آثار الفراق من الحياة الدنيا، و يدرك
أيضا آثارا من عالم الآخرة و بعد الموت: فتلتفّ حينئذ الساقان و يتنازع الشوقان و
تتداخل العلاقتان، و لكنّ المساق الى اللَّه و الى جانبه قهرا.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 272