responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 272

كذلك يساق الكافر الى جهنّم، و يساق المؤمن الى الجنّة، حفظا للنظم و إجراء للعدل و إعطاء لما تقتضيه الطبائع و تطلبه النفوس من لوازم الضلال و الهداية-. أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً‌ ...،. فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ‌.

. وَ جاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ‌ وَ شَهِيدٌ- 50/ 21.

. يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ‌ ساقٍ‌ وَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ‌- 68/ 42.

و هذان الأمران لإتمام الحجّة عليهم، فانّ كلّ سائق معه شاهد يشهد بالعلم الشهوديّ الحضوريّ على ما في ظاهره و باطنه، و يرى ما في حاله و مضيّه.

مضافا الى هذا الشاهد: فيدعى الى السجود للَّه تعالى، و لا تستطيع نفسه و لا تتمكّن في العمل بهذا الأمر، فانّه من المستكبرين الغافلين.

فتتّم الحجّة بذلك من نفسه عليه.

و أمّا كشف الساق: فيراد كشف الحجب و الأستار عن حقيقة الساق.

و أمّا السَّاقُ‌: فهو ما به الانسياق و السير من عضو القدم، ظاهريّا أو معنويّا و هو ما به يتحقّق السير الى هداية أو ضلالة. و هذا المفهوم يدلّ عليه حرف الألف المبدل من الواو للتخفيف، فيدلّ الساق على ظهور السوق و ما به يتحقّق.

فيشاهد باطن انسياقه و حقيقة ساقه الذي كان مظهر الانسياق و السير، و يعرف مسيره و يتعيّن مسلكه المخالف للسجود و العبوديّة.

. وَ ظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ وَ الْتَفَّتِ‌ السَّاقُ‌ بِالسَّاقِ‌ إِلى‌ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ‌- 75/ 30.

قلنا أنّ الساق ما به يساق، و ينساق السائر، و هو في السلوك الى الدنيا من جهة المعنى هو الحبّ للدنيا و العلاقة لحياتها، و الى الآخرة هو الشوق و الحبّ للحياة الآخرة، و هذان الشوقان هما قدما السلوك و وسيلتا السعادة و الشقاوة- حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة.

فالمحتضر لمّا يظنّ و يدرك آثار الفراق من الحياة الدنيا، و يدرك أيضا آثارا من عالم الآخرة و بعد الموت: فتلتفّ حينئذ الساقان و يتنازع الشوقان و تتداخل العلاقتان، و لكنّ المساق الى اللَّه و الى جانبه قهرا.

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست