فالوسط المعتدل من الطريق و الصراط و السبيل: هو الجهة الّتي تكون
مصونة عن الانحراف الى اليمين و الشمال و عن الضلال و التعدّي، و هو أشدّ اعتدالا
و استقامة من جهة العلو و السفل في سطح الطريق.
ثمّ الإستواء يختلف باختلاف الموارد: ففي كلّ مورد بحسبه و على ما
يقتضيه، فالتوسّط في الاعتدال في الخلق من جهة النظم و الكمال في خلقه و تدبيره-.فَخَلَقَفَسَوَّى ...،.ثُمَسَوَّاكَرَجُلًا ...،.وَ
نَفْسٍ وَ ماسَوَّاها ...،.عَلى
أَنْنُسَوِّيَبَنانَهُ.
و الاستواء في التمكّن في محلّ: عبارة عن الاستقرار التامّ و التمكّن
الكامل من دون انكسار و ضعف و تزلزل و اضطراب-.وَاسْتَوَتْعَلَى الْجُودِيِ ...،.فَإِذَااسْتَوَيْتَأَنْتَ وَ مَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ ...،.لِتَسْتَوُواعَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ- 43/ 13.
فالافتعال للمطاوعة، فيدلّ على اختيار الاعتدال و التوسّط في مورد
التمكّن، و هو الاستقرار التامّ المطمئنّ.
و من هذا الباب:.ثُمَاسْتَوىإِلَى السَّماءِ* ...،.ثُمَاسْتَوىعَلَى الْعَرْشِ
يُدَبِّرُ الْأَمْرَ-
10/ 3.
.الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِاسْتَوى- 20/ 5.
يراد الاستقرار التامّ المطمئنّ و التمكّن بالاعتدال بإتمام الخلق و
إكمال التدبير فيه.
و التعبير في السماء بحرف- على: فانّ السماء جهة علوّ، و ليست بموضع
للتمكّن و الاستقرار- راجع العرش.
و التسوية: جعل شيء معتدلا في توسّطه، و متوسّطا معتدلا بالعمل و
النظم
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 280