سنذكر في- يوم: إنّه عبارة عن امتداد من الزمان معيّن ظاهر جليّ-يَوْمِ الدِّينِ*، ...يَوْمَ الْقِيامَةِ*، ...الْيَوْمِ الْآخِرِ*، ...الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ، ...يَوْمُ الْفَصْلِ*، ...يَوْمَئِذٍ*.
مصطفوى، حسن، التحقيق في
كلمات القرآن الكريم - تهران، چاپ: اول، 1368ش.
التحقيق في كلمات القرآن الكريم ؛ ج5 ؛ ص47
و أمّا خلق السماوات و الأرض في ستّة أيام: فلعلّ المراد كون الخلق
في ستّة مراحل من الزمان، بأن يكون تعيّن الزمان و محدوديّته بالحوادث و الوقائع
الواقعة، فكلّ قسمة منه يوم.
و لا يبعد أن يكون تعدّد الأيّام و تحديدها بالستّة: باعتبار خلق
البخار و الماء، ثمّ خلق الجماد من التراب و الطين و الحجر و سائر المتكوّنات من
الماء، ثمّ نظم الكرات السماويّة و السماوات و الأرض، ثمّ النباتات، ثمّ الحيوان،
ثمّ الإنسان، فهذه ستّ مراحل في التدبير و الخلق.
ثمّ إنّ الزمان و المكان أمران اعتباريّان لا حقيقة لهما في أنفسهما
من حيث هما، فانّ المكان هو الملحوظ من استقرار جسم على آخر، و ليس ما وراء هذين
الجسمين أمر آخر، فالجسم الحالّ فيه جسم آخر مكانه و محلّ استقراره، و هذا أمر
اعتباريّ، و إن شئت قل إنّه من الأعراض، أي كون جسم منظورا فيه استقرار جسم آخر
فيه.
و هكذا الزمان: فانّه أمر اعتباريّ ملحوظ من النسبة المنظورة بين
شيئين، أي الفاصلة المعتبرة بين الحدّين الموجودين، أو قطعة من زمان ملحوظة من جهة
وقوع أمر فيها. و إن شئت قل إنّه يعتبر و يلاحظ في موازاة حركة.
هذا هو الحقّ المشهود في حقيقة الزمان و المكان، و لتوضيحه محلّ آخر.
و أمّا عدد الستّ: فله خصوصيّات، فانّ الواحد فرد، و إذا كرّر يكون
زوجا، و إذا جمع الفرد و الزوج يكون ثلاثة، و إذا ضوعفت تكون ستّة، و الستّة
ينصّف،
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 47