نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 51
رأسه لراكبه.
مفر-السُّجُودُ: أصله التطامن و التذلّل، و جعل ذلك عبارة عن التذلّل للّه و عبادته،
و هو عامّ في الإنسان و الحيوانات و الجمادات، و ذلك ضربان:سُجُودٌباختيار و ليس ذلك إلّا
للإنسان و به يستحقّ الثواب، نحو قوله تعالى-.فَاسْجُدُوالِلَّهِ وَ
اعْبُدُوا- أي تذلّلوا له. و سجود تسخير و هو للإنسان و الحيوانات و النبات، و
على ذلك-.وَ لِلَّهِيَسْجُدُمَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ
ظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ- و هو الدلالة الصامتة الناطقة المنبّهة على كونها مخلوقة و أنّها خلق
فاعل حكيم، و قوله.اسْجُدُوالِآدَمَ*- قيل أمروا بأن يتّخذوه قبلة، و قيل أمروا بالتذلّل و القيام بمصالحه
و مصالح أولاده فأتمروا إلّا إبليس. و قوله-.ادْخُلُوا الْبابَسُجَّداً*- أي متذلّلين منقادين.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو كمال الخضوع بحيث لا يبقى أثر
من الأنانيّة.
و الفرق بين المادّة و بين موادّ- الركوع و الخضوع و الخشوع و
التواضع و الذلّ و الصغار و الهوان و الخزي.
أنّ الخضوع: تواضع مقارنا بالتسليم و له مراتب:
فالركوع: حالة متوسّطة من الخضوع و هو ظاهريّ أو معنويّ أو هما معا.
و السجود: حالة كاملة تامّة منه، و هذا النحو من الخضوع لا يجوز لغير
اللّه العزيز المتعال.
و التواضع: مرتبة دانية من الخضوع.
و كلّ من هذه المراتب لا يتحقّق إلّا بفعل العبد و اختياره لنفسه هذه
الحالة.
و أمّا الذلّ: فهو حالة متحصّلة من غلبة من هو أعلى منه- راجع المادّة.
و لمّا كان حقّ السجود، هو منتهى الخضوع: يناسب ذكره بعد التسبيح و
الركوع و الخرّ:
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 51