نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 56
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو الهيجان و الفيضان من شدّة الامتلاء.
و هذا المعنى يختلف باختلاف الموارد: ففي البحر بوجود التموّج الشديد
و الهيجان، و في النار بالالتهاب الشديد و الاشتعال، و في الرفيق و المصاحب بهيجان
المحبّة و المودّة، و في الشعر بالوفور و الاسترسال، و الجامع بينها هو الخروج عن
الحدّ في الامتلاء.
فظهر أنّ الأصل في المادّة ليس بمطلق الهيجان و لا الامتلاء و لا
التوقّد و لا الفيضان و لا الاسترسال و لا التموّج، بل الهيجان الشديد القريب من
حدّ الفيضان من وفور الامتلاء.
أي البحر الممتلئ المتهيّج الشديد بالتمّوج و الوفور و الفيضان.
و هذا المعنى في عالم المادّة: أثر من ظهور الرحمة في مسير العالم،
أو أثر من بروز الغضب و النقمة إذا تجاوز حدّ الاعتدال و الرحمانيّة و اللطف.
و أمّا في عالم الملكوت و الحقيقة الروحانيّة: فإشارة الى الفيوضات
الرّبانيّة و الرحمة المسترسلة و البحر الموّاج المبسوط من الأنوار الإلهيّة.
و أمّا التعبير بالتسجير دون السجر: إشارة الى التجاوز و الخروج عن
الاعتدال و الجريان الطبيعيّ، و تحقّق السجر بالجعل الاضافيّ الثانويّ، و هذا معنى
بروز الغضب و النقمة من اللّه عزّ و جلّ.
ثمّ إنّ الماء لمّا كان مظهر الحياة و الرحمة- و.مِنَ الْماءِ كُلَّ
شَيْءٍ حَيٍ- فيعبّر في مقام ظهور الرحمة و جريانها بسجر الماء، و الماء المسجور.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 56