قلنا في- رقم: إنّ المراد من الكتاب هو اللوح الروحيّ المنتقش فيه
صور العقائد و الأخلاق و الأعمال و آثارها.
و النفس إذا نزلت الى المرتبة الدنيا النازلة الظلمانيّة المحجوبة:
تكون من مصاديق السجّين، و يقابلها العلّيين- راجع- رقم.
و التعبير بصيغة المبالغة: إشارة الى أنّ السجن الروحانيّ أشدّ من
جهة الظلمة و المحدوديّة و المحجوبيّة و التسفّل من السجن المادّيّ، فانّ في السجن
المادّيّ محدودّية ظاهريّة بدنيّة، و يمكن جبرانها بالتوجّهات الروحانيّة و
العبادات الخالصة و بالانصراف عن المادّيّات.
و لكن التسجّن الروحانيّ و التنزّل الى مقام السجّين روحا: لا يمكن
جبرانه بالتنعم المادّي و الاشتغالات و التوجّهات الدنيويّة.
و أيضا إنّ التسجّن الظاهريّ أمر ماديّ لا ربط له بالمقامات
المعنويّة و المراتب الروحانيّة، و لا يوجب ضعفا فيها، بل قد يزيد في علوّ المنزلة
و ارتفاعها، كما يرى في
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 60