نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 74
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو الكشط و النزع في ظاهر شيء،
مادّيّا أو معنويّا في حال أو كيفيّة.
يقال-سَحَلَالأرضَ و الخشبة، و سحله بالسوط، و سحله بلسانه، و بهذا الاعتبار
يطلق على اللسان الحديد، و الغرم القاطع، و الميزاب إذا اشتدّ جريان مائه، و
الجلّاد الّذي يقيم الحدود، و المطر الغزير، فيقال في كلّ منها انّه مسحل أي وسيلة
للكشط و النزع.
فلا بدّ من لحاظ هذا القيد في كلّ من مصاديق الأصل.
و أمّاالسَّاحِلُ: فمعناه الحقيقيّ هو الأمواج المتحرّكة الشديدة الّتي تتعدى و تتحرّك
في سطح ماء البحر، و تكشط من الشاطئ. و إطلاقه على الشاطئ مجاز باعتبار انتهاء
الساحل و مروره عليه.
فيوحي اللّه تعالى الى أمّ موسى أن تلقيه في تابوت، ثم يلقى التابوت
في البحر، و أمر البحر بأن يلقيه و يسلّمه بالساحل، حتّى يجعل تحت اختيار الساحل و
في محدودة جريانه، فيسوقه الى ما يشاء اللّه تعالى.
و لا يصحّ التفسير بالشاطئ: فاوّلا- إنّه خلاف حقيقة مفهوم اللفظ.
و ثانيا- إنّ البحر لا يلقي بالشاطئ بل الملقي هو الساحل.
و ثالثا- إنّ التعبير بالأخذ قرينة على كون التابوت في الساحل لا على
الشاطئ.
و رابعا- إنّ خدمة فرعون أخذوا التابوت من الماء لا من الشاطئ.
و هذا المورد من الموارد الّتي اشتبه المعنى الأصيل على المفسّرين، و
أخذوا المفهوم المجازيّ المستعمل فيه عرفا من دون تحقيق، و اتّبع كلّ متأخّر عمّا
في كتب الماضين تقليدا، و كم له من نظير.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 74