responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 76

و المصدر السخريّة كأنّها منسوبة الى السخرة مثل العبوديّة. و أمّا قوله تعالى:. لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا- فانّما هو بعث الشي‌ء المسخّر، و لو وضع موضع المصدر جاز.

و الهزء يجري مجرى العبث، و لهذا جاز هزأت مثل عبثت، فلا يقتضي معنى التسخير.

فالفرق بينهما بيّن.

و التحقيق‌

أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو الحكم و التقدير مع القهر تكوينا أو تشريعا، يقال سخّر اللّه الشمس و القمر و السماء و الأرض، إذا جعلها تحت حكمه و قهرها بتقديره تكوينا. و من لوازم هذا المعنى الإطاعة، و الاستذلال تحت الامر، و الارادة و التكليف بما يريده، و الاستعمال مجّانا و بلا اجرة.

و صيغة التفعيل تدلّ على المبالغة و يلاحظ فيها جهة تعلّق الفعل الى المفعول به، أي يكون النظر فيها الى جهة الوقوع لا الصدور.

و أمّا صيغة المجرّد من المادّة: فهي تدلّ على مطلق الحكم قولا أو عملا بالقهر ظاهريّ أو معنويّ. فيقال: سَخِرَ يَسْخَرُ سَخْراً و سُخْراً و سُخْرِيّاً، و سخر منه يسخر منه و اسْتَسْخَرَ فهو سَاخِرٌ و مُسْتَسْخِرٌ.

و الاستعمال بكلمة- من: يدلّ على أنّ الحكم و القول في حال أو صفة أو خصوصيّة أو عمل من المتعلّق، لا في مطلق مفهومه.

فظهر أنّ حقيقة المادّة غير مطلق القهر أو التكليف أو التذليل أو الهزء أو غيرها، و لا بدّ من ملاحظة القيود.

. فَيَسْخَرُونَ‌ مِنْهُمْ‌ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ‌- 9/ 79.

. وَ كُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ‌ سَخِرُوا مِنْهُ‌- 11/ 38.

. قالَ إِنْ‌ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ‌- 11/ 38.

. وَ يَسْخَرُونَ‌ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا- 2/ 212.

. فَحاقَ بِالَّذِينَ‌ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ*- 6/ 10.

فيراد الحكم و القول و الانتقاد ممّا يتعلّق بهم و في نوع من حالاتهم و أعمالهم‌

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست