responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 92

و أمّا تساوي المستخفي و السارب بالنسبة الى اللّه تعالى: فانّ الليل و النهار و النور و الظلمة و الجهر و الإخفات إنّما هي حجب في عالم المادّة و بالنسبة الى القوى و الحواسّ الجسمانيّة، و أمّا في ما وراء هذا العالم و بالنسبة الى الحواسّ الروحانيّة:

فليس للحجب المادّية تأثير فيها.

. فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً- 18/ 61.

أي فاتّخذ الحوت سبيله الّذي جعل له بالطبع و هو الجريان في الماء، و هو في حالة السرب أي التظاهر من المحدوديّة و كونه ممنوعا من الجريان.

و لا يبعد القول بانّ الحوت كان حيّا و محفوظا في ماء لئلّا يتسنّه عند الحاجة الى الطعام، و قد وضعوه هناك قريبا من البحر، فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ.

و يؤيّد هذا المعنى أنّ الحوت بمعنى الروغان و التحرّك، و يستعمل في سمك يكون حيّا و متحرّكا- راجع الحوت.

أو أنّهما أخذا الحوت قبيل هذا الوقت، و كان حيّا في الباطن، و إذا رأى الماء و أحسّ به: فراغ اليه و نجا.

. وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ‌ كَسَرابٍ‌ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً- 24/ 39.

أي كما أنّ السراب تظاهر و تبرّز صرف و ليس له حقيقة، كذلك أعمال الكفّار إنّما يعملون رياء و لأغراض نفسانيّة و مقاصد دنيويّة، فانّ تقوّم الأعمال بالنيّات، و النيّة روح العمل و فصله و به يكون صالحا مطلوبا أو طالحا مذموما، و ما دام الإنسان متوغّلا في الحياة و العيش الدنيويّ، و ليس له نظر إلّا الجريان المادّيّ و المقاصد النفسانيّة: فلا يتمكّن من نيّة صالحة خالصة.

. وَ فُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً وَ سُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ‌ سَراباً- 78/ 20.

قلنا في الجبل إنّه ما يكون بالفطرة عظيما من أيّ نوع كان، فالمعنى- إذا ينفخ في الصور و فتحت أبواب السماء و سيّرت الجبال أي كلّ ما يكون عظيما خلقا و فطرة في عالم الطبيعة كمّا أو كيفا، فَكانَتْ‌ سَراباً.

فانّ العظمة الطبيعيّة إذا خرجت من عالمها و سيّرت الى عالم فوقها لا يبقى لها اثر من تلك العظمة المخصوصة المحدودة، و تكون تلك العظمة مبدّلة الى السراب‌

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست