فانّ اللّه خلق الأرض و كوّن منها النبات و الحيوان و أنواع الجماد و
المعادن و جعل للماء و الهواء و الشمس و القمر تأثيرا في تربيتها و نشوئها و
تكميلها ثمّ جعل منها ما يستفاد منها للغذاء و اللباس و الفراش و سائر وسائل العيش
في الحياة الدنيا، و مع هذا جعل الإنسان مستعدّا لأن يستفيد من هذه الموادّ و
الوسائل في إدامة حياته.
فليس للإنسان إلّا ما يقصده و يختاره، و هو بحول منه و قوّة، و إيجاد
ما هو المقتضى و رفع ما هو المانع،.قُلْ كُلٌّ مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ.
و من الوسائل في الحياة: السربال، و من فوائده حفظ الإنسان من الحرّ
كالمظلّة الّتي يقال لها الشمسيّة، فانّ التوجّه في المناطق الحارّة الى هذه
الجهة، دون جهة البرودة.
و ايضا من السربال: ما يحفظ من الشدّة و الابتلاء الّذي يتوجّه الى
الإنسان و يجعله في معرض خطر و هلاك، كالدرع في الحرب. و يمكن شموله على كلّ شدّة،
كالريح العاصف، و البرد الشديد، و المطر، و غيرها.
فالموادّ الأوّليّة و تحوّلاتها و كيفيّاتها و شرائط تكوّنها و
بقائها و سائر الامكانات و المقترنات في كلّ مصنوع للإنسان إنّما هي من اللّه
تعالى، بل نفس الإنسان الصانع، وجوده و قواه و تمييزه و حياته و كلّ شيء منه أيضا
من جانب اللّه العزيز الوهّاب، فليس للإنسان إلّا جهة الظلّيّة منه تعالى، و هو
ايضا من اللّه-.جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا.