لَعَلِّيأَطَّلِعُإِلى إِلهِ مُوسى، ...وَ لا تَزالُتَطَّلِعُعَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ، ...نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِيتَطَّلِعُعَلَى الْأَفْئِدَةِ- يراد الإشراف بقصد و اختيار.
و لا يخفى أنّالِاطِّلَاعَهو مطلق الظهور في اعتلاء بالقصد و الاختيار، فانّ الافتعال يدلّ على
المطاوعة و الرغبة. و هو إذا استعمل بحرف على: يدلّ على الاستعلاء و الإحاطة. و
إذا استعمل بحرف الى: يدلّ على إشراف الى جهة المطلوب و جانبه، لا على المطلوب
نفسه. و إذا استعمل بلا واسطة حرف: يدلّ على مطلق الإشراف و الاطّلاع. و إذا
استعمل بحذف المتعلّق و المفعول: يدلّ على الاطّلاع العامّ بلا تقيّد.
فهذه الوجوه منظورة في هذه الآيات باختلاف استعمالاتها.
و أمّاالطَّلْعُ: و هو ما يظهر من النخلة حين بدو ثمرها، و هو واقع في أعلى الشجرة من
النخلة مشرفا عليها-لَهاطَلْعٌنَضِيدٌ، ...وَ مِنَ النَّخْلِ مِنْطَلْعِهاقِنْوانٌ دانِيَةٌ، ...وَ زُرُوعٍ وَ نَخْلٍطَلْعُهاهَضِيمٌ.
و النضيد: المتراكم المنضم بعضه على بعض. و الهضيم: لطيف سريع الهضم.
و القنوان جمع قنو كالصنو و هو العذق.
.أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ....طَلْعُهاكَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ- 37/ 65 قلنا
إنّ الشجر هو المتجلّى المتظاهر المرتفع، و إذا نبت في أصل الجحيم و أكل منه
الظالمون، فيناسب من جهة المعنى ما يتجلّى و ينمو و يتظاهر من بواطن أهل جهنّم
المحجوبين المبعدين، من الاستكبار و الأنانيّة الّتى هي من أعلى صفات الشياطين،
فانّ الشياطين مظاهر البعد و الاستكبار و الظلمة، فيكونطَلْعُالزقّوم و ثمره المتظاهر
المتجلّى منه كرءوس الشياطين، الّتى فيها تتجلّى ما في بواطنهم و سرائرهم- راجع
الشجر- الزقم.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 109