أى فيرتفع عنهم الحصر و يقال لهم: أنتم مختارون في الحركة الى هذا
الجانب.
فَالانْطِلَاقُهو ارتفاع الحصر، و أمّا
الذهاب و السير و الحركة و أمثالها:
فمن آثار ارتفاع الحصر و تستفاد بالقرينة الحاليّة و الكلاميّة.
فالنظر في موارد استعمال هذه الكلمة الى جهة ارتفاع الحصر فقط.
و أمّا شرائطالطَّلَاقِو أحكامه و آثاره: فقد تذكر في أواخر سورة البقرة، و فيها:
.وَ إِنْ عَزَمُواالطَّلاقَفَإِنَّ اللَّهَ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ-
2/ 222 فأشار الى لزوم رعاية العدل الكامل و حفظ الحقوق، بحيث يروا اللّه
تعالى حاضرا و شاهدا عليهم و على أقوالهم و أعمالهم و أفكارهم و نيّاتهم، فهو
تعالى يسمع ما يقولون و يعلم ما ينوون في قلوبهم و يخفون في ضمائرهم.
ثمّ يصرّح تعالى بلزوم إجراء برنامج- الإمساك بمعروف أو التسريح
بإحسان- حين العمل بعزم الطلاق إثباتا أو نفيا.
فقد ذكر التسريح و المفارقة في القرآن الكريم في سبعة مواضع مقيّدا
بالمعروف و الجميل و الإحسان، و نهى عن الإمساك ضرارا.
فكما أنّ النكاح قد وقع بمعروف و صلاح و توافق و رغبة: كذلك يلزم أن
يقع الفراق بينهما أيضا بمعروف و بسراح جميل و توافق كامل، و ذلك إذا شاهد أنّ
الفراق خير و صلاح لهما.
ثمّ يذكر بعد وقوع الطلاق: لزوم رعاية أمر آخر في حقّ المطلّقة:
.وَلِلْمُطَلَّقاتِمَتاعٌ
بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ- 2/ 241 فللرجل
المتّقى تأمين متاع المطلّقة و معيشتها ما دام لم تؤمّن من جانب آخر، و هذا أعمّ
من النفقة في زمان العدّة، بقرينة قوله تعالى-.عَلَى
الْمُتَّقِينَ- و لم يقل على الرجال الّذين طلّقوا، و التعميم ليشمل كلّ متّق إذا
فقد الزوج.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 112