نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 116
فَالطَّامِثُفي الحقيقة هو تلك الحالة، ثمّ اطلق على من تتأثّر منها، و من ذلك
العقال و الحبل المقيّد للبعير.
و بينها و بين مادّة الطمس اشتقاق أكبر.
.فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْيَطْمِثْهُنَإِنْسٌ قَبْلَهُمْ
وَ لا جَانٌ- 55/
56.حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ ....لَمْيَطْمِثْهُنَإِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌ- 55/ 74 و لا
يخفى أنّ الحور مخلوقة لطيفة متناسبة روحانيّة بتناسب روحانيّة كلّ من أهل الجنّة،
يستأنسون بها و يلتذّون من مصاحبتها في الجنّة.
و لمّا كان أهل الجنّة يتنزّهون من الأرجاس و يتطهّرون من كثافات
الجسد المادّىّ، و يصيرون أجساما لطيفة مطهرة، جسما و روحا، ظاهرا و باطنا،
فيتقرّبون من عوالم الملكوت الأدنى و الأعلى، كلّ بحسب مرتبته و مقامه: فتكون
الحور أيضا من ذلك العالم.
فحينئذ يصحّ التعبير بقوله تعالى:
.لَمْيَطْمِثْهُنَإِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ*.
و هذا اشارة الى كمال الطهارة و القداسة و النزاهة فيها، بحيث لم
يطمثهنّ أحد من الجنّ و الانس، و هذا المعنى بمقتضى فطرتها الطاهرة القادسة
المستفادة من القاصرات المقصورات.
و أمّا التعبير بالجانّ: فانّ التعدّى و النظر السوء و التأثير غير
الجائز انّما يتصوّر أن يتحقّق من جانب أفراد الانس أو الجانّ في أىّ عالم.
و أمّا الملائكة و الأرواح الطيّبة: فهم مبرّءون و منزّهون من أمثال
هذه الانحرافات و التمايلات المتعديّة عن الحقّ.
فَالطَّمْثُهو المسّ المؤثّر بحيث يصدق فيه التصرّف بأىّ نحو كان.
طمس
مصبا-طَمَسْتُالرجلطَمْساًمن باب ضرب: محوته، وطمسهو، يتعدّى و لا يتعدّى. وطَمَسَالطريق ويَطْمِسُطُمُوساً: درس.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 116