نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 120
فَطَمَعُالمغفرة و دخوله مع الصالحين من اللَّه الرحمن الرحيم لا مانع له إذا
استعدّ له، بل انّه مأمور به و ممّا تقتضيه العبوديّة، كما قال تعالى:
.وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً- 7/ 56.تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
خَوْفاً وَطَمَعاً- 32/ 16 فالخوف: بلحاظ التوجّه الى
قصور نفسه و تقصيره و كونه مذنبا في جنب مولاه و لو جاهد بأىّ مجاهدة. والطَّمَعُ: بلحاظ النظر الى رحمته و
رأفته وجوده و كرمه العامّ، و بتوقّع الافاضة منه تعالى.
و هاتان الجهتان الناظرتان الى جانب المثبت و هو الطمع، و الى جانب
المنفىّ و هو الخوف: لا بدّ من أن تكونا ملحوظتين في تمام المراحل.
فانّ البرق إنارة، و الانارة فيها إضاءة و نور و رحمة، و نار و
إحراق. فالبرق فيه استعداد كلّ منهما، و يوجب للشاهد حصول حالة الخوف من نزول
عذاب، و حالة الطمع من توجّه نور و رحمة.
و أمّا كون إراءة البرق آية، أى إراءة اللمعان المخصوص الحاصل بشدة و
ضغطة: فانّ التوجّه الى حدوثه و خصوصيّاته و علل وجوده في السماء: من آيات عظمته و
قدرته و تدبيره و ربوبيّته.
و التعبير بالاراءة: فانّ إراءة البرق توجب حصول خوف و طمع، لا البرق
و وجوده في نفسه بدون قيد الاراءة، كما في سائر المنظومات السماويّة.
فظهر أنّ حكم الطمع يختلف باختلاف نيّة الطامع و موارد الطمع و ما به
يتعلّق الطمع، فيكون مستحسنا أو قبيحا.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 120