نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 130
فيراد مطلق الطهارة في أىّ مرتبة.
6- في الطبيعة و جريانها: كما في:
.وَ لا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىيَطْهُرْنَ- 2/ 222 أى
حتّى تحصّل لهنّ الطهارة عن الجريان العادىّ من أيّام الحيض.
فظهر أنّ التطهير في أىّ شأن من الشؤون و في أىّ حالة من الحالات و
في أىّ مرتبة و مقام: محبوب و مطلوب، و هو أوّل شرط في تحقّق الصفاء و الخلوص و
النورانيّة، كما أنّ الكدورة و القذارة من أهمّ الموانع في مقام طلب الروحانيّة و
إدراك الفيوضات و الرحمة الإلهيّة.
فَالتَّطْهِيرُمعنى عامّ و مفهوم جامع: يجرى في جميع منازل السلوك و يحتوى قاطبة
وظائف السير في المراتب، في كلّ مرتبة بما تقتضيه و تناسبه.
فَالتَّطْهِيرُالمطلق هو التنزّه عن كلّ عيب و رجس مادّىّ أو معنوىّ، و في أىّ
مرتبة من مراتب الأفكار و الصفات و الأعمال و في التكوين و هذا هو الكمال الأتمّ و
البلوغ الى منتهى حدّ النورانيّة:
.إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ
إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَمِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا- 3/ 55 اى
من اختلاطهم و كدورة معاشرتهم و الابتلاء بمصاحبتهم و مقابلتهم في الحياة الدنيا، و
من رجاستهم.
و هذا المعنى لا فرق فيه بين أن يكون المراد موتا أو انتقالا الى
البرزخ، و قلنا في الصلب ما يؤيّد انتقاله- راجعه.
و لا يخفى أنّ السالك انّما يتمكّن من تهيئة مقدّمات الطهارة و العمل
بما يوجب البعد عن الأرجاس. و أمّا التطهير و جعل النفس طاهرا بقدرته و قوّته:
فغير ميسور له. و على هذا ينسب التطهير في كلام اللَّه تعالى الى
اللَّه عزّ و جلّ، و التطهّر الى العبد.