فيكون المعنى: و الّذين يجعلون ذلك الصوم الّذى في ذمّتهم طوقا عليهم
لا يقضونه حتّى يسقط ذلك الواجب عنهم، فيلزم عليهم فدية.
و التعبيربِالْإِطَاقَةِ: إشارة الى أنّ ترك القضاء يكون طوقا و قلادة و محدوديّة ثقيلة عليهم
مستدامة الى أن يسقط التكليف عنهم. و فيه دلالة أيضا على انّ تأدية الفدية و
الكفّارة لا يوجب سقوط التكليف عنهم، فانّ تكليف الصوم طوق في رقبتهم و لا ينفكّ
الّا بقضاء الصوم.
.وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ
مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْسَيُطَوَّقُونَما بَخِلُوا بِهِ
يَوْمَ الْقِيامَةِ-
3/ 180 اى يجعلون في طوق ممّا بخلوا به، فيكون طوقا عليهم و قلادة تقيّدهم.
و ذلك: فإنّ الإنفاق في اللّه و في الخدمة الى خلق اللّه و عباده
المحتاجين، خدمة في اللّه و عمل في رابطته. و في مقابله الإمساك و البخل عن
الإنفاق و الخدمة: فانّه يكشف عن التعلّق بالدنيا و حبّها، و هذا التعلّق انّما
يتجلّى بصورة الطوق و القيد المقيّد عن التوجّه.
طول
مصبا-طَالَالشيءطُولًا: امتدّ. والطُّولُخلاف العرض، و جمعهأَطْوَال. وطَالَتِالنخلة: ارتفعت. قيل هو من
باب قرب، و قيل من باب قال، و الفعل لازم، و الفاعلطَوِيلٌ،و الجمع طوال، و هذا أطول من ذاك، و المؤنثة طولى، و الجمع طول مثل
فضل. و أطال اللّه بقاءه: مدّه و وسّعه، و طوّلت له:
أمهلت. و المطاولة في الأمر: بمعنى التطويل فيه. و هو غير طائل: إذا
كان حقيرا.
و طول الحرّة: ما فضل عن كفايته، و قيل: الطول الغنى، و الأصل أن
يعدّى بالي، فيقال وجدت طولا الى نكاح الحرّة أى سعة. و قيل الأصل: طولا عليها، أى
قدرة على نكاحها، و استطال عليه: قهره و غلبه، و تطاول عليه: كذلك و مدار الباب
على الزيادة.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 146