فهذا النوع من الضحك انّما يصدر بسوء النيّة و الاختيار.
و هذا النوع إنّما يتعلّق به الأمر و النهى و الزجر كسائر أعمال
العباد.فَلْيَضْحَكُواقَلِيلًا وَ لْيَبْكُوا كَثِيراً.
و النوع الثاني منالضَّحِكِو البكاء: ما يصدر بأسباب
خارجيّة و حوادث غير اختياريّة تواجه الإنسان، كالصحّة و السقم، و البلاء و
الرخاء، و السعة و المضيقة في العيش، و الحوادث التكوينيّة، الّتى توجب انبساطا في
الباطن أو انقباضا فيه من دون اختيار.
.وَ أَنَّهُ هُوَأَضْحَكَوَ أَبْكى.
و هذا النوع هو الغالب المستمرّ الأصيل في جريان حياة الإنسان، فانّ
هذا النوع هو اللاحق بالتكوين و من آثاره المتأصّلة، بخلاف النوع الأوّل فانّه
عرضيّ تبعىّ، بل هو أيضا من أشعّة التكوين في الحقيقة.
ثمّ انّالضَّحِكَإمّا في عالم المادّة أو فيما ورائها: فالأوّل كما في الآيات
المذكورة. و الثاني- كما في.وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌضاحِكَةٌمُسْتَبْشِرَةٌ- 80/ 39.
فانّ حقيقةالضَّحِكِكما قلنا هو ظهور الانبساط في الوجه، و الوجه أعمّ من المادّىّ و
الروحانىّ، و الانبساط أيضا انّما يتحصّل بأمور متنوّعة.
ضحى
مصبا-الضَّحَاءُبالفتح و المدّ: امتداد النهار و هو مذكّر كأنّه اسم للوقت، والضَّحْوَةُمثله، و الجمعضُحىً. و ارتفعتالضُّحَىأى الشمس ثمّ استعملت الضحى
استعمال المفرد، و سمىّ بها، حتّى صغّرت علىضُحِىٍ. و الاضحيّة: فيها لغات، ضمّ
الهمزة في الأكثر في تقدير افعولة، و كسرها اتباعا لكسرة الحاء و الجمع أضاحى، و
ضحيّة و الجمع ضحايا، و أضحاة و الجمع أضحى، و منه
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 17