نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 180
بالشيء ظنون، إذا لم يوثق به. و ما هو على الغيب بظنين- معناه ما هو
على ما ينبئ عن اللّه من علم الغيب بمتّهم، و هذا يروى عن علىّ، و قال الفرّاء- ما
هو بضعيف، و العرب يقول للرجل الضعيف أو القليل الحيلة هو ظنون.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة: هو اعتقاد ضعيف غير جازم ليس فيه يقين
مستند الى دليل قاطع، و الأغلب فيه مخالفته للواقع و بهذا اللحاظ يكون اتّباعه
مذموما، و إن صادف موافقة للواقع.
و يدلّ على هذا المعنى قوله تعالى:
.وَ إِنَالظَّنَلا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً- 53/ 28.إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّاالظَّنَوَ ما تَهْوَى
الْأَنْفُسُ- 53/
23.وَ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّاالظَّنَ- 53/ 28.إِنْنَظُنُإِلَّاظَنًّاوَ ما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ- 45/ 32.يَظُنُّونَبِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِظَنَالْجاهِلِيَّةِ- 3/ 154 فتدلّ
هذه الآيات الكريمة على أنّ الظنّ يلازم عدم إغنائه من الحقّ، و فصله عن مرحلة
العلم و اليقين، و كون اتّباعه مذموما.
فالظنّ بشيء قد يكون في الواقع باطلا كما في:
.وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباًفَظَنَأَنْ لَنْ نَقْدِرَ
عَلَيْهِ- 21/
87.ماظَنَنْتُمْأَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّواأَنَّهُمْ
مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ- 59/ 2.وَظَنُّواأَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ- 28/ 39 و قد
يكون إثما و هو اعمّ من الباطل كما في:
.يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَالظَّنِإِنَّ بَعْضَالظَّنِإِثْمٌ- 49/ 12 و هو
التأخّر و التسامح.
و قد يكون مرجعه الى الخرص و الاختلاق و التهمة كما في: