فقد ذكرت المادّة في هذه الآيات الكريمة في مقابل الليل و العشاء، و
هما زمانان.
و القسم بالضحى و الليل: فانّ جريان العوالم طولا أو عرضا على هذين
القانونين: تجلّى النور و الاشراق، و ظهور الظلمة و الانقطاع، مادّيا أو روحانيا،
كمّا في اليوم و الليل، و مراحل الطبيعة و النور.
فالسالك الى اللّه المتعال: لا بدّ له أن يتوجّه الى وجود هذين
الأمرين و ظهور الحالتين في سيره، فانّ القبض و البسط بيده و بعلمه و سلطانه، و
الابتلاء و الانبساط في الحياة بمشيّته و حكمته و تحت نظام أمره، فلا يصحّ له
اليأس و الظنّ السوء و الحزن إذا واجه انقباضا أو قبضا أو ابتلاء.
و هذا القسم بتناسب ما بعده-.ما وَدَّعَكَ
رَبُّكَ وَ ما قَلى.
و تقديمالضُّحَىفي هذه الآية الكريمة، و تأخيره في الآيتين الأخريين:
فانّ الخطاب فيهما الى من يتمايل الى جانب الظلمة و في مورد الكفر و
الإنكار، و هذا بخلاف الآية المربوطة الى رسوله المكرّم.
قلنا إنّالضُّحَىزمان يلاحظ فيه إشراق الشمس فيه، و هو مقدّم على القمر، فانّ الإشراق
من القمر بواسطة، و أمّا النهار فهو زمان ممتدّ من أوّل طلوع الفجر الى
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 19