نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 190
كناية عن تغبّر الوجه للغمّ.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة: هو ما يبقى و يمكث من جملة، أثرا منها
أو جزءا، و إن شئت قل- ما يتخلّف و يمضى من جملة شيء.
و بهذا الاعتبار يعبّر عن الأصل بالبقاء أو المضىّ أو المكث.
فظهر الفرق بينها و بين المفاهيم المطلقة من البقاء و المضىّ و المكث
و التخلّف. فلا بدّ من وجود القيدين: التخلّف و كونه من جملة.
و أمّا اللون المخصوص: فهو بلحاظالغُبَارِوالغُبْرَةِبمعنى ما يتخلّف من ثوران
التراب و هيجانه، و يطلق على لونه تجوّزاالأَغْبَرُ.
و بهذا الاعتبار أيضا تطلقالغَبْرَاءُعلى الأرض، أى ما يتّصف بكونه
ذا غبار أو هو على لون أغبر، فهذا الإطلاق أيضا يكون تجوّزا.
.فَأَنْجَيْناهُ وَ أَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَالْغابِرِينَ- 7/ 83.فَنَجَّيْناهُ وَ أَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلَّا عَجُوزاً فِيالْغابِرِينَ- 26/ 171.فَأَنْجَيْناهُ وَ أَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَالْغابِرِينَ- 27/ 58.وَ قالُوا لا تَخَفْ وَ لا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَ أَهْلَكَ
إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَالْغابِرِينَ- 29/ 33 يراد
امرأة لوط النبىّ، و كانت متخلّفة عن النبىّ لوط بقلبه و عمله، متمائلة الى
مخالفيه.
و على هذا قد عبّر في هذه الآيات الكريمة عنها بالامرأة و العجوز لا
بالزوجة الدالّة على الزوجيّة و التماثل، كما في-.اسْكُنْ أَنْتَ وَ
زَوْجُكَ الْجَنَّةَ*.
و التعبير بالعجوز: لقصوره و تقصيره في الوصول الى الحقّ.
.وَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ
أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ- 80/ 40الغَبَرَةُ: بفتحتين، ما يتخلّف و يبقى من
جملة شيء منبسطة، و الانبساط يستفاد من الفتحتين، و المراد ما يتخلّف من آثار
التعلّق بالدنيا و المادّة، على النفس بعد مفارقة الحياة الدنيا.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 190