نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 193
لسفله الناس الغثاء، تشبيها بالّذى ذكرناه. و من الباب: غثت نفسه
تغثى كأنّها جاشت بشيء مؤذ.
مصبا- غثاء السيل: حميله، و غثا الوادي غثوّا من باب قعد: امتلأ من
الغثاء. و غثت نفسه تغثى غثيا من باب رمى، و غثيانا، و هو اضطرابها حتّى تكاد
تتقيّأ.
لسان- غثا: الغثاء: ما يحمله السيل من القمش، و كذلك الغثّاء
بالتشديد، و هو أيضا الزبد و القذر، و حدّه الزجّاج فقال: الغثاء: الهالك البالي
من ورق الشجر الّذى إذا خرج السيل رأيته مخالطا زبده، و الجمع الأغثاء. قال ابن
سيده: هذه الكلمة يائية و واويّة. و الغثيان: خبث النفس، غثت نفسه تغثى غثيا و
غثيانا. و غثت السماء بسحاب تغثى: إذا بدأت تغيم. و غثا السيل المرتع يغثوه غثوا:
إذا جمع بعضه الى بعض و أذهب حلاوته، و أغثاه: مثله.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة: هو كلّ شيء خفيف ساقط عن موقعيّته
خارج عن صورته الى صورة لا يرغب اليها و لا يستفاد منها كاليابس من أوراق الأشجار،
و البالي من الأشياء الصغيرة، و الّتى تصير الى القذارة لا يعتنى بها.
فلا بدّ من لحاظ قيود: السقوط عن موقعيّته، و كونه خفيفةتَذْرُوهُ
الرِّياحُو يحمله السيل الجاري، و عدم الرغبة اليه.
و أمّا الزبد و القذر و ما يخرج بالتقيّؤ و الهالك البالي و غيرها:
فلا بدّ من وجود هذه القيود فيها، لا مطلقا.
و هذه المادّة قريبة من مادّة الغثّ لفظا و معنى، و هي بمعنى الرديء
و الهزال، و بينهما اشتقاق، اكبر.
.وَ الَّذِي قَدَّرَ فَهَدى وَ الَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى
فَجَعَلَهُغُثاءًأَحْوى- 87/ 5 أى جعل المرعى بعد نضارته و طراوته و
خضارته، خارجا عن تلك الحالة، و ساقطا عنها، بحيث يصير غثاء لا يرغب اليه.
و الأحوى سبق انّه الملتوى صورة و لونا في أثر اليابسيّة.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 193