نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 203
غيبوبة الرجل عن موطنه و كونه غريبا، و كون الشيء خارجا عما يتعارف
و يتفاهم مادّيّا أو معنويّا، و غيبوبة الدلو الّذى يستقى بها على البعير، فانّ
المشاهد في هذا الجريان هو تحرك البعير لا الدلو، و جهة الحدّة في أىّ شيء فانّ
الحدّة لدقّتها غير محسوسة و يكون الشروق في سائر الجهات، و هكذا الحدّة المعنويّة
في اللسان، و جهة الغلوّ في قيمة الذهب و الفضّة من بين سائر المواد فانّها غائبة
عن النظر السطحىّ، و غارب البعير حيث انّه من جهة علوّه و خروجه عن المرأى غائب، والغُرَابُحيث انّه يطلب بعدا و
استيحاشا عن البشر. و هكذا في سائر المصاديق.
فلا بدّ من وجود القيدين و لحاظهما في أىّ مورد يلاحظ الأصل، و إلّا
فيكون الاستعمال تجوّزا، كما في مفاهيم الظلمة، و مطلق العلوّ، و مطلق المتباعد، و
غيرها.
و أمّا الفرق بين موادّ الغيبة و الأفول و الغروب و البعد: أنّ
الغيبة أعمّ من أن يكون أصيلا أو بعد الظهور-.الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ. و الأفول يدلّ على حدوث الغيبة بعد الظهور و الحضور، و انّه غيوب
وراء شيء. والغُرُوبُهو غيبة عن الظهور مع انقطاع آثاره المشاهدة منه. و البعد هو حصول
فصل مكانا أو زمانا، و ابتداء أو حدوثا، بغيبة أو غيره.
.قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ- 2/ 142.قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِوَ ما بَيْنَهُما- 26/ 28.يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ
لاغَرْبِيَّةٍ- 24/ 35 فإذا أطلقت تدلّ على غروب في
عالم المادّة.
و النهار امتداد زمان في كلّ يوم و ليلة، أوّله طلوع الشمس و آخره
غروبها، و هذا الزمان المحدود بسبب شروق الشمس و إضاءتها، فيه اقتضاء العمل و
الحركة و الفعّاليّة لتأمين الحياة المادّيّة طبيعيّا، ثمّ بغروبها يحصل بالطبع
اقتضاء الاستراحة و السكون و العمل بوظائف العبوديّة و التوجّه الروحانىّ.
فكلّ من النهار و الليل له اقتضاء طبيعىّ، و الأحسن الأصلح للإنسان
أن
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 203