نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 204
يتّبع في جريان أموره و أعماله، عمّا يقتضيه الجريان الطبيعىّ، ثم
التسبيح و التحميد في آخر كلّ من النهار و الليل شكرا لآلائه و نعمه.
.رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَ رَبُالْمَغْرِبَيْنِ- 55/ 17.فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِإِنَّا لَقادِرُونَ- 70/ 40.وَ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ
مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا- 7/ 137 في الآية الأخيرة تصريح بأن
المراد من قوله تعالى-.مَشارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغارِبَهَا- الأراضى الواقعة في الشرق و
الغرب، باعتبار النقاط المختلفة الّتى تشرق عليها الشمس أو تغرب فيها في الفصول من
السنة. و الآية الثانية أيضا قريبة منها، حيث انّها راجعة الى تبديل قوم كافرين:
.لَقادِرُونَ عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَ ما نَحْنُ
بِمَسْبُوقِينَفيشار فيها الى تبديل أقوام مختلفة من الكفّار في الأراضى الشرقيّة
أو الغربيّة.
و أمّا الآية الاولى: فباعتبار وقوعها بعد آية:
.خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ وَ خَلَقَ
الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍيناسب أن يكون المراد منهما
مشرقا الإنس و الجنّ و مغرباهما، كلّ بحسب ما يقتضيه حالهما و مقامهما و مكانهما،
من شروق و غروب.
و لا يخفى أنّ عنوان المشرق والمَغْرِبِ: انّما يلاحظان باعتبار أفراد
يسكنون في محيط معيّن و مملكة محدودة، لا باعتبار خطّ ممتدّ في المشرق أو في
المغرب، فانّ كلّ خطّ مفروض فيهما لا يزال في محلّ شروق ثمّ في مورد غروب، أو واقع
في مورد غروب ثمّ يقع في محلّ شروق.
و أمّا إذا لوحظت محدودة في وسط الشرق و الغرب: كبلاد الهند في آسيا،
و الولايات المتّحدة من آمريكا الشماليّة، في الجهة الاخرى من الأرض، فالخطّ
الافقىّ الشرقىّ من الجهتين مشرق، و الخطّ الافقىّ الغربىّ منهما مغرب، و هذان
الخطّان يتعاكسان في الجهتين، فالخطّ الغربىّ يصير شرقيّا بالنسبة الى الجهة
الاخرى من سطح الكرة الأرضيّة، فالمحيط الأطلسى مغرب إذا لوحظت بالنسبة الى بلاد
آسيا، و مشرق بالنسبة الى آمريكا.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 204